أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
استكمالا لما اوردناه في بني إسرائيل-08، استمرت دولة إسرائيل مستقلة، لها سيادتها على أرضها قرابة 244 عاماً حيث سقطت بعدها في يد الآشوريين زمن ملكهم سرجون عام 722 ق.م. تقريباً فسبى شعبها، وأسكنهم في العراق. وأتى بأقوام من خارج تلك المنطقة وأسكنهم إياها، فاعتنقوا فيما بعد ديانة بني إسرائيل وبذلك تمَّ القضاء على تلك الدولة. أما دولة يهوذا فاستمرت قرابة 362 عاماً ثم سقطت بأيدي فراعنة مصر عام 603 ق.م. تقريباً، وفرضوا عليها الجزية، وامتدَّ حكم الفراعنة في ذلك الوقت إلى الفرات. بعد ذلك جاء حاكم بابل الكلداني بختنصر، واسترجع منطقة الشام وفلسطين، وطرد الفراعنة منها، ثم زحف مرة أخرى على دولة يهوذا التي تمردت عليه، فدمَّرها ودمَّر معبد أورشليم وساق شعبها مسبيًّا إلى بابل، وهذا ما يسمَّى بالسبي البابلي، وكان في هذا نهاية تلك الدولة التي تسمَّى يهوذا وذلك في حدود عام 586 ق.م.
ثم سقطت دولة بابل في يد الفرس في عهد ملكهم قورش سنة 538 ق.م.، وقد سمح لليهود بالعودة إلى بيت المقدس (لهذا السبب علاقة اليهود بالفرس قديمة وقوية حتى وقتنا الحاضر)، وسمح لهم ببناء هيكلهم وعيَّن عليهم حاكماً منهم من قبله. ومن الجدير بالذكر، أن اليهود ذكروا في كتبهم أن قورش أرسل النداء في مملكته قائلاً: جميع ممالك الأرض دفعها لي الربّ إله السماء، وهو أوصاني أن أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا … الخ. وهذا النص إذا صدَق اليهود فيه، يكون دليلاً على أن قورش كان مؤمناً بالله. واستمرَّ حكم الفرس من 332-538 ق.م.، ثم زحف على بلاد الشام وفلسطين الإسكندر المقدوني اليوناني واستولى عليها، وأزال حكم الفرس واستولى على بلادهم وبلاد مصر والعراق، فدخلت هذه المناطق تحت حكمهم من نهاية القرن الرابع قبل الميلاد إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد. وبعد ذلك زحف على البلاد القائد الروماني بومبي سنة 64 ق.م.، وأزال حكم اليونانيين عنها، فدخل اليهود تحت حكم الرومان وسيطرتهم عليهم.