زيد ابوزيد
ليلة السبت الموافق ٢٧ اكتوبر شاهدت صورًا أعجز عن وصفها للقصف الوحشي لجيش الإحتلال الصهيوني على غزة وتوغلًا بريًا عنيفا ومدمرًا لقطاع غزة، وإذا كانت كل الأيام الماضية قد شهدت مجازر عديدة نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بخرقها لكل قواعد الإنسانية وبدعم غير مسبوق من دول عظمى مارست التضليل ولكنها كشفت وجهها الحقيقي الاستعماري الموسوم بالوسم الغربي الهادف إلى قتل كل أمل عند شعوب العالم بالتحرر، ومارست نفاقًا للكيان الصهيوني العنصري والمستبد شأنه أن يعيـــد كل حساباتنا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إننا ونحن ننعم بالأمن والأمان والإستقرار السياسي والإجتماعي بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الفذة، لابد من الحديث عن الخطر الداهم في المنطقة الذي أمسك بتلابيبها ويأبى المغادرة وهو الإرهاب والتطرف الذي تنوع الآن ليشمل دولًا بدلًا اقتصاره على تنظيمات مارقة مثل داعش والقاعدة ، فها هو العدو الصهيوني يمارس أبشع صور الاجرام بقتل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير المساجد والكنائس والمستشفيات ليكون التظيم الإرهابي الأكبر عالميًا، وربما أبعد من ذلك أنه من أوجد كل التنظيمات الارهابية المنتشرة ومولها ولذلك إحذر من تأثير ذلك على الوطن، فها هو المتطرف الإرهابي وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير يشكل مليشيات صهونية إرهابية ويزودها بالاسلحة لقتل الفلسطينين تمهيدًا لتهجيرهم قصراً من الضفةالغربية وغزة، وهذا يدل أن الإرهاب والتطرف قد اتسعت رقعة انتشاره بيصبح رسميًا إرهاب دولة صهيون، وأصبح كطلوبا وضع وسائل مناسبة للتعامل معها لأنها تهدد وجودنا، بعد أن شاهد الجميع جيش الاحتلال الصهيوني يقتل بدم بارد آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وتقصف طائراته بيوت الآمنين وتهجر السكان من شمال قطاع غزة المحاصر إلى جنوبه لتقتلهم مرة أخرى في طريق الهجرة ثم تقصفهم في أماكنهم الجديدة في الجنوب وتحرمهم من الدواء والغذاء والمياه وحتى الحق في الحياة وهو بقوة إسرائيل الغاشمه أكبر وابشع أنواع الإرهاب والتطرف التي شهدها التاريخ، وهذا النوع من التطرف بعكس غيره يحضى بشكل غريب بدعم دول عظمى تدافع عن الإرهاب والتطرف الإسرائيلي بشكل أعمى ومن يشاهد ما يحدث على فضائيات عديدة يعلم أن أي حديث عن السلام واتفاقيات التطبيع مع البعض قد انتهت الى غير عودة فما نشاهده من صور ومشاهد لن يترك لنا أي مجال للسكوت على ما يجري فالعمليات الصهيونية الحالية والقادمة هدفها أوسع بكثير مما يتم الحديث عنه أنه يا سادة حرب إبادة وتطهير وتهجير والأيام ستثبت ذلك وكل من كان يهدد بالتدخل كشفته الأحداث.
وعندما نتحدث عن الأمن والأمان والإستقرار في وطننا فلا يجب ان نقلل من حجم المشكلة وخطرها، وإنما وضعها في سياقها الصحيح الذي يساعد على فهمها. وكونها ظاهرة غير طبيعية لا ينفي عنها صفة أنها ظاهرة مرضيّة لا صحيّة. وإذا كان القضاء عليها -بصورة مطلقة- مطلباً صعباً عزيز المنال لأنها أصبحت إرهاب دول وتنظيمات تابعة لها سرا وعلنا، وها هو الكيان الصهيوني يقضي على الحق في الحياة والإستقرار والإستقلال، ويرفض الحوار مع الآخر أو التعايش معه ومع أفكاره، ولا يبدي استعداداً لتغيير آرائه وقناعاته، وقد وصل به الأمر إلى إباحة دمهم، وهذا ما يمارسه حرفيًا الكيان الصهيوني العنصري المتطرف ، ويزداد خطر التطرف حين ينتقل من طور الفكر والاعتقاد والتصور النظري، إلى طور تصفية شعب بأكمله قتلًا وتهجيرًا ، ووصلت الوقاحة بتوصيف الشعوب بالحيوانات البشرية .
لقد حذر. جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مما حدث وسيحدث، كما حذر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي بشكل متواصل مما حدث وما سيحدث وكثير من الدول عبرت عن موقف معقولة كما صوتت الهيئة العامة للأمم المتحدة ضد السلوك الاجرامي للكيان الصهيوني العنصري باغلبية ١٢٠ صوتا، ولكن هذا الكيان المحتل المدعوم برخصة قتل من دول عظمى لن يستمع ولن يستجيب.
وهنا، ووصولاً الى ذلك فان الحفاظ على منجزاتنا الوطنية واهمها الجيش العربي المصطفوي واجهزتنا الامنية الحريصة على أمن الوطن والمواطن وراحته، فإنها تستحق منا جميعاً التقدير والاعتزاز، لما تنهض به من أمانة الدفاع عن أمن الأردن واستقراره وسيادته وحماية انجازاته لأن الفترة القادمة في غاية الخطورة على القضية الفلسطينية والأردن والمنطقة، إملين هزيمة هذا المشروع الصهيوني التوسعي لأن المنطقة والعالم ستشهد انفجارا غير مسبوق.