حسين دعسة
ثلاثة أجيال من أبناء المملكة الأردنية، سندهم الراحل ممدوح المعايطة، نذروا حياتهم ومعرفتهم لبناء صرح أردني بقى متواصل الأثر منذ اكثر من مئة عام، حافظوا على إرث ثقافي حضاري يبث الوعي والتنوير في وسط عمان القديم.
مكتبة الجاحظ، التي ضمت الآلاف من الكتب والمخطوطات والمنشورات القديمة، تبادلت الأماكن والأمن والامان بين القدس والكرم وبغداد، وصولا إلى أرض مملكة الهاشميين، فكان لها قصة في قلب الملك الهاشمي عبدالله الثاني الذي هب ملبيا نداء الراحل هشام المعايطة وريث المكتبة ومهمة الوراق، في نشر وتبادل ثقافة الحفاظ على الكتب النادرة وتبادلها وتعميم محتواها، ذلك أن المكتبة تعرضت قبل 4 سنوات لحريق نال من كنوزها الأثرية، والْتهمت النار ما يزيد على 10 آلاف كتاب من تلك الكتب النادرة، عُمرها يتجاوز مئتي عام، منها مجموعة من الوثائق والمخطوطات التاريخية، تعود إلى العهد العثماني، في المنطقة.
وما بين عام الحريق 2018.. واليوم، كانت هبة الملك الهاشمي عبد الله الثاني، للمبادرة توفر الدعم الملكي، لإعادة إحياء «خزانة الجاحظ»، بوصفها أحد أهم مصادر المعرفة والثقافة في المملكة، والعالم، لندرة طبيعتها ومكانها، الذي تمت صيانته وتصميمه ليكون امتدادا حيويا لعمان، حاضرة الدولة الأردنية ومنارة الملوك الهواشم.
وزير الثقافة علي العايد، مندوبا عن الملك الهاشمي، كلل نجاح مهمة إعادة أحياء مكتبة خزانة الجاحظ التي أعيد تأهيلها وتحديثها بدعم من جامعة الزيتونة الأردنية، مؤكداً الوزير على العايد: «أننا نستذكر جميعا موقف جلالة الملك عبدالله الثاني مع هذا المعلم الثقافي قبل سنوات عندما تعرضت هذه المكتبة للحريق الذي اتى على بعض مقتنياتها من أمهات وعيون الكتب، وهذا يعطينا العزم ان نمضي قدما مهما كانت الظروف، لأننا ندرك جميعا أهمية المكتبة في حياة الناس، وحياة المثقف والباحث والطالب على مقعد الدراسة، لنؤكد جذرية المكتبة في المشهد الحضاري الأردني بتواصله الإنساني مع المعرفة و التراث البشري.
في احتضان الفكرة والاثر، ديمومة للرؤية الملكية الهاشمية، التي تعزز الثقافة والفنون، وتصيب، بهجة ما توارث الأجداد من أوعية الثقافة والآثار والمخطوطات، ويأتي ذلك ضمن الحرص الملكي بأهمية الثقافة والتنوير واستمرار بناء وتنمية الدولة الأردنية التي تعبر بالثقافة والفنون والتراث، إلى ألفية جديدة، معاصرة تحافظ على اشتغال الأردنيين بالوعي والمعرفة، والتشارك والتواصل مع عالمنا ودول الجوار وهيئات ومنظماته العالم الثقافية والحضارية.
لنكن على ايمان بأهمية ما خطه الملك الهاشمي من حرص وعمل موصول في فكر وحضارة العالم، فالاردن، دولة دستورية جبلت على حب جمال وآداب وصورة التبادلات الثقافية مع كل الدنيا، يسندها كل أجهزة ومؤسسات الدولة التي تعيد بإحتفالية عريقة تجميل العالم برغم كل الأزمات وتداعيات جائحة كورونا.
ثقافتنا هويتنا وهي نجاتنا في اردن العز والعزم والثقافة الإنسانية عبر التاريخ والحاضر والمستقبل.