ايمن الشبول
توجهوا لربكم …
التسارع الحضاري الكبير ، والتطور المدني الهائل ، دفع الإنسان للتعلق بالأسباب وأنساه خالقه المتحكم فيه وبالاسباب …
تواجه الانسان المصائب والمصاعب في حياته فيطرق كل الأبواب وينسى باب رب العالمين ورب الاولين والاخرين ؛ ضعف إيماني كبير وتعلق جنوني بالأسباب وصل إليه كثير من الناس …
عبارات شركية كثيرة كررها الإنسان بسبب جهله ولضعف وقلة إيمانه :
* لولا هذه الصفقة ولولا تلك التجرة او الطلعة ؛ لافتقرنا … أو لولا هذا الراتب ؛ لافتقرنا …
* لولا الدواء لما شفي المريض … أو لولا براعة ذلك الطبيب لتوفي المريض …
* لولا جهود سلطة المياه لما شربنا…
* لولا هذا السلاح النوعي والخارق لهزم جيشنا …
* لولا يقظة الكلب لسرقت ماشيتنا…
* لولا وجود جرس الانذار لنهبنا… أو لولا الكاميرات لسرقنا اللصوص…
………..الخ
عبارات رددها المبتعدون عن خالقهم والهائمون على وحوههم ؛ رددها من خدعتهم مدنيتهم و تعلقوا لدرجة الشرك بالأسباب ونسوا من خلقهم وسخر لهم الأسباب وهيأ لهم المسببات …
يقول تعالى : { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } .
ويقول تعالى : { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله } .
فالله تعالى هو الخالق والمدبر و المتحكم في كل شيء ؛ وهو من خلق الأحياء و الجمادات ثم وجه كل منها لغايته ولهدفه …
ونحن نرى بأن كثيرا من الاشخاص عانوا من نفس الحالات المرضية ؛ وعالجهم الطبيب نفسه ؛ وتلقوا العلاج نفسه ؛ فعوفي البعض منهم ولم يتعافي البعض الآخر ؛ وكم من مريض عجز عن علاجه كل الاطباء ولكنه دعى الله فاستجاب لدعاءه وتوجه إلى الرحمن الرحيم فشافاه من مرضه …
الله تعالى هيأ الأسباب لتنظيم حياة الناس ، وليدفعهم إلى البحث و الجد والاجتهاد والعمل وفق منظومة دنيوية فهمها الناس وتعودوا عليها… ؛ ولكن يجب ان نؤمن بأن الله هو المتحكم بالاسباب وهو المهيء للمسببات وكل شيء عنده بقدر … وبأنه أقوى من الجميع وفوق كل شيء …
يجب أن لايغيب عن عقولنا وعن قلوبنا للحظة واحدة بأن الله تعالى هو الخالق القادر والمدبر لهذا الكون ؛ وهو المتصرف فيه وهو المسخر لكل الأسباب وهو المتحكم بالمسببات …
فكم من عازب تزوح ولم ينجب …
وكم من مزارع حرث الأرض وبذر ولكن الأرض لم تثمر …
وكم من سحب سوداء كثيفة قاتمة ؛ مرت من فوقنا ولم تمطر…
وكم من سحب بيضاء خفيفة تراكمت بقوة وارادة الله وأمطرتنا بغزارة …
فمشيئة الله تلغي كل مشيئة ، وقوته تقهر الجميع وارادته تعلو على كل شي ..
يقول تعالى : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } .