د. محمد كامل القرعان
ذلك المكان الجميل، الواسع كالسماء، ذلك المكان الذي يضم بين أسواره جميع الجنسيات والأعراق والأديان، تحت راية واحدة، هي راية العِلم والفِكر والمعرفة . كانت تجمع الراحة والابتسامة والعلم والثقافة في مكان واحد، أو هكذا هي جامعة العلوم التطبيقية الخاصة! باعتبارها ملتقى المفكرين والمثقفين والنخب من أبناء المجتمع، ولا يمكن لأي كان أن يتصور جمالها ‘ وقيل أيضا فيها عالماً مختلفاً تماماً عن ذلك العالم ، وكان فعلاً مختلفاً!” العلوم التطبيقية” تتربع المكان والحضور مقابل نظيراتها العالمية مكانة في بناء الإنسان فكريا وعلما سليما…طالبا راقيا بقيمه الانسانية النبيلة وحبا وطواعية في خدمة بلدنا وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأميرالحسين ولي العهد ؛فهي ليست مجرد جامعة بل هي سفير اردني يحظى بالسمعة الطيبة والمكانة العلمية المرموقة اقليمبا وعالميا ، وذلك استنادا لتصنيفات عالمية تعليمية وبحثية شاهدة على الانجاز والعطاء غير المتناهي ، فقد حازت الجامعة على مراكز متقدمة في تصنيافات التايمز للجامعات العربية والدولية انطلاقا من السمعة في مجال التعليم، وعدد الطلبة لأعضاء الهيئة التدريسية، اضافة الى نسبة خريجي الدراسات العليا من الجامعة، وقد احتفلت الجامعة باليوبيل الفضي بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها.
وتعكس هذه الجامعة الوطنية القيم الإنسانية والعربية والإسلامية وفيم تراثنا الاردني واعرافه وتقاليده واطرتها في بوتقة الوطن وخدمة قضاياه ، واسهمت كذلك في بناءه وتطوره وتقدمه من خلال تخريج افواج من الشباب المتمكن المؤهل المتسلح بالعلم والمعرفة، وما وصلت اليه الدولة الاردنية من ازدهار ونمو وضمن ميثاف التعليم ، وانبرى منها ااجيال تبواءو مناصب قيادية ومواقع وزارية وبرلمانية وعالمية وسياسية واقتصادية وثقافية وشبابية ورياضية وغيرها محليا وعربيا ودوليا ، فرسخت هذا المنتج النوعي على الارض واقعا عمليا ملموسا لا ينكره احد ، ولها من الاسهامات في كل مجال ، ولسعمتها ومكانتها ما ساعد على استقطاب اعداد طلبة عرب واجانب، وهو الامر الذي كان يمثل تحدياً كبيراً استطاعت من خلاله ان تثبت وتؤكد اصالتها وعراقتها وقوة رسالتها وعراقة فكرها الى جانب دعمها لمؤسسات البحث العلمي وبالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية لتعزيز الاستراتيجية في إنشاء روابط وأدوار للتشبيك بين مؤسسات علمية اكاديمية مؤهلة لقيادة التغيير والتطوير في بناء مجتمع عربي متماسك يحمل رسالة وارث وهوية وقواسم مشتركة هدفها احداث التغيير الايجابي.
لقد اثبتت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة بانها “على قدر اهل العزم ومنارة علم وحاضنة للمعرفة ” فكانت كلمات الاشادة من مؤسسات وشخصيات عالمية بالدور والمهمة والعمل “مفخرة” ورسالة شكر تستحق ان تكون وساماً نفتخر به فتصدرت الجامعات بادخال انظمة تعليمية تكنولوجية مراعية بذلك مسارات الابتكار والابداع ورعاية العلماء. وتتبع سياسة الابتعاث الى ارقى الجامعات العالمية في بريطانيا وامريكا واستراليا وغيرها ، كونها تعكس مسيرة التعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية وبما يعزز من جودته ويواكب المستجدات ويحقق المعايير العالمية في التعليم العالي ومخرجاته .إن ما انجز في مسيرة هذه الجامعة على الصعيد العربي والعالمي كان حاضراً وشاهداً في الواقع لما قدمت للعلم ولما وفرته من تجهيزات وتقنيات راقية الى جانب خدمة المجتمع المحلي وما قدمته وما بذلته من جهد عظيم وكبير ، تلبية للواجب وتنفيذاً لرؤيتها ورسالتها وايمانها العميق بضرورة الارتقاء بمستوى الاردن ومكانته الجامعة وخدمة للدولة.. توارثها خلف صالح من المؤسس الحاج عبد الله ابو خدبجه رحمه الله تعالى وغفر له فكانوا على قدر مسؤولية حمل الامانة .فكان همهم وشغلهم الشاغل احتضان العلم والعلماء وتخريج أجيال قادرة على التماهي مع مستقبلهم وبلدهم ما يزيد الجامعة اصراراً وعزيمة على مواصلة هذا النهج هو الإرتقاء وتطوير برامجها وما يخدم مسيرتها ورسالتها وتحقيق مستويات متميزة لدورها الكبير في رفد السوق الأردني والعربي بمئات العلماء الشباب بمختلف التخصصات مستندة الى علاقاتها الدولية واتفاقيات الشراكة مع كبريات الجامعات بالعالم تحقيقاً لمقولة جلالة الملك عبدالله الثاني ” فلتجعلوا جامعاتنا منارات علم وحاضنات وعي واحترام للتنوع وقبول الآخر ورفض الانغلاق، ولتجعلوها قصص نجاح وتميز.