محمد اكرم خصاونه
يحار المرء من أين يبدأ بالحديث عن حالنا المتردي في هذا الزمن الصعب، لما فيه من صعوبة في العيش من حيث تدني نسبة الرواتب وازدياد مضطرد في رفع الأسعار والضرائب .فيجد المواطن نفسه يلهث وراء لقمة عيش أبنائه وحتى يحصلها وكأنه وإياها في سباق وهو غير قادر على اللحاق بها أو الأمساك بجزء ييسير منها.
لأن دولتنا العتيدة لا تنفك عن محاربة المواطن في لقمة عيشه ، وكأنها تمن عليه ببعض ما تعطيه من راتب بسيط وهو حق مكتسب له جراء عمله وجهده في ما يقوم به.
أما من يستلم المناصب العلياء من ذوي الياقات والبدلات الفاخرة والعطور الباريسية التي يشترونها من سفراتهم خارج الوطن والتي تكون اكثر من البقاء فيه فلامشكلة عليهم ، رواتب عاليه، سفرات، بدلات، حوافز مياومات، وتقاعد ولو عمل في منصبه ليوم واحد فقط .!!
في حين يعمل الموظف ويكدح لمدة لا تقل عن عشرين عاما بل أكثر حتى يحصل على تقاعد بسيط قد يكون ترضية لأحد ابنائكم لخروجه في فسحة مع أصحابه للحظات.!!
هل يهم من يحمل جنسية أخرى غير جنسية الوطن ما يجري فيه؟ هل يدري هذا المسؤول عما يعانيه ويكابده ابناء الوطن المنغرسين في ترابه جذورا تأبى الإقتلاع؟ هل يعرف معاناة مريض هده التعب والالم ولم يجد ثمن دواء او الذهاب للطبيب للعلاج. ؟
وأنتم مستشفيات العالم تستقبلكم وتدفع من حساب الدولة لعلاجكم ، وقد يكون بعض المرافقين معهم للتنزه بحجة ان المريض منكم يحتاج لعون في رحلة علاجه؟
هل خرج مسؤول منكم دون ان يأخذ وسائل اعلام موتورة لتغطية عملكم الجبار هذا و حتى لو كانت ماسورة مكسورة لإصلاحها؟
العمل المخلص لا يحتاج الى صور ومقابلات للتحدث عن هذا الإنجاز العظيم الذي تعتقدونه؟العمل يحتاج الى وقفة صحيحة ، ومتابعة ، ومراعاة ، وضمير ، وإخلاص ، لا نفاق وضحك على الذقون بما تقومون به.
كفاكم سخرية وضحكا علينا لقد سئمنا ، لقد مللنا من ترهاتكم، عودوا الى صوابكم ةإعملوابما يرضي ربكم وضميركم ولا تنسوا القسم الذي اقسمتم به لخدمة الوطن.
توقفوا عن مد ايديكم لجيب المواطن بفرض ضرائب ورسوم ومسوغات تقومون به لسد العجز.
ليكن منكم من يبادر ويساهم في المساهمة ولو بجزء من راتبه أو من أربا ح شركاته ومؤوسساته، بل ودفع ما يستحق من الضرائب التي تتهربون منها وتفرضوها على الطبقة الوسطى المسحوقة.
اتقوا الله في انفسكم أولا وبنا وبالوطن. نحن جذور راسخة لن تقتلعوها مهما فعلتم بسؤ صنائعكم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.