النائب وصفي حداد يكتب : في الحادي والعشرين من آذار يلتقي المجد بالتضحية ويجتمع الشرف بالفداء حيث يحيي الأردنيون ذكرى معركة الكرامة تلك الملحمة البطولية التي سطّرها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فحطموا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وكسروا غطرسة المحتل وصنعوا للأمة عزًا لا يزول.
لم تكن الكرامة مجرد معركة عابرة بل كانت نقطة تحول في تاريخنا فيها امتزجت الدماء الزكية بتراب الأردن الطهور لتروي قصة صمودٍ سطّرها جيشنا العربي الباسل الذي حمل راية الفداء دفاعًا عن الأرض والعرض فكان النصر حليفًا لمن أخلصوا التضحية.
وفي ذات اليوم تُضاء شمعة أخرى في تاريخ الإنسانية إنه يوم الأم يوم المرأة التي صنعت الرجال وربّت الأبطال وزرعت فيهم حب الوطن والكرامة إنها الأم التي سهرت وربّت وعلمت أبناءها معنى العزة والتي كان لها الدور الأول في صنع المجد الذي نحتفي به اليوم.
فكما نحيي ذكرى أبطال الكرامة نحيي أيضًا أمهاتهم صانعات المجد اللواتي كنّ الحاضنة الأولى للفارس المقاتل والمربية التي زرعت في القلوب حب الوطن والتضحية في سبيله.
وفي هذا اليوم الخالد نرفع أيدينا بالدعاء لمن قدموا أرواحهم فداءً للوطن ولأمهاتهم اللواتي كنّ شريكات في صنع النصر. رحم الله شهداءنا الأبرار وأطال في عمر أمهاتنا، وجعل برّهن واجبًا لا ينقطع فهنّ روح الحياة وأساس المجد.
كل عام والأردن بخير وكل عام وأمهاتنا تاج الفخر وعنوان العطاء.