الدكتور محمد القرعان
25/8/2001 تاريخ لن انساه ويمثل تجربة ثرية غنية بكل تفاصيلها، عندها كنت صغير العمر الصحفي في مهنة المتاعب وبداية عملي في وكالة الانباء الاردنية بترا وحديث التجربة ناعم المعرفة ، تم اختياري لمرافقة الوفد الاقتصادي الذاهب الى العراق من اجل ارجاء مباحثات بهدف 🙁 ازالة العقبات التي تحول دون تنفيذ البروتوكول التجاري الموقع بين البلدين بحجم 450 مليون دولار وسلسلة مواضيع تتعلق باعادة ست طائرات مدنية عراقية جاثمة بمطار الملكة علياء الدولي منذ عام 1990 ومشروع انبوب النفط العراقي البالغة كلفته 350 مليون دولار يربط بين خزانات النفط العراقية قرب كركوك ومصفاة البترول الاردنية في مدينة الزرقاء واقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين ) وترأس الوفد وزير الصناعة والتجارة المرحوم واصف عازر (ابو خالد ) ويضم الوفد أكثر من ١٧٠ شخصية اقتصادية اردنية تمثل كبرى الشركات والقطاعات الصناعية والتجارية ومسؤولين حكوميين سامر الطويل امين عام وزارة الصناعة والتجارة وفاروق الحديدي مدير عام تنمية الصادرات والمرحوم الحاج حيدر مراد ابو عيسى ورئيس غرفة صناعة الاردن الحاج عثمان بدير ابو محمود انذاك ، اقلتنا طائرة الملكية خارقة لاجواء الحصار الاقتصادي بعد استئذان الامم المتحدة وكان اىعراق يرزخ تحت وطاة الحصار الاقتصادي الدولي والاخص الامريكي نتيجه غزوه الكويت واتهامه زورا وبطلانا بامتلاك اسلحة نووية، وكان مقرر للوفد لقاء الشهيد الرئيس العراقي صدام الحسين رئيس جمهورية العراق لنقل رسالة له واطلاعه على مجمل الاوضاع وحاجة الاردن لتصدير منتجاته للسوق العراقي الذي يمثل سوق مستوعب للمنتجات الاردنية لكنه انذاك أعتذر عن مقابلة الوفد واوكل امر المقابلة لنائبه طه ياسين رمضان رحمه الله تعالى، وبالفعل تم تحديد موعد لنا وذهبت انا مع أربعة شخصيات حكومية فقط للمحادثات وتم اختيارنا بالاسم والعدد، كانت إجراءات امنية مشددة فقد ذهبنا لمكان لا يستطيع احد دخوله وله هيبة ومكانة حاضرة ، الاشخاص هم المرحوم الوزير واصف عازر وامينه العام سامر الطويل والمدير العام فاروق الحديدي والصحفي رحمه الله محمد أمين من الدستور وانا . دخلنا وكانت مقابلة باردة سمعنا منها عتب وزعل وغضب واستماعنا دون رد . شربنا استكانة شاي على قول -اخواتنا العراقيين – وعدنا نجر خيبات وتفاجأنا بردة فعل القيادة العراقية وتلقينا لكمات سياسية الأولى تلو الأخرى، بعدها التقطت عمان الرسالة وعاد الرحوم عازر لعمان مقل سيارة (جيمس) بعد يومين من وصولنا وبقية الوفد اكمل زيارته لتستمر أسبوعا لنعود جوا على متن الملكية الاردنية ؛ ولكن عدنا كما ذهبنا فقد اقفلت جميع الأبواب أمام رجال الاعمال الاردنيين ولم توقع الاتفاقية او تم التوافق على شيء ، كان الجو مشحونا وغير مريح ، وقد وصلت الرسالة لعمان وعلمت ذلك فابلغت عمان الوزير بمغادرة بغداد بسرة ، كرسالة احتجاج وعتب على الشقيقة بغداد ، مع ان العراق على مدى التاريخ لم يقصر يوما مع الاردن مواقفه السياسية ودعمه نفطيا وذلك كرامة للاردنيين وقيادته الهاشمية التي وقفت مع الشعب العراقي وقيادته كتف بكتف ضد اطماع إيران بالعراق ودعم حربه عليها ، وقد تواجد المغفور بإذن الله تعالى المرحوم الحسين بن طلال مع رفيقه وأخيه الشهيد ابو عدي على عدة جبهات قتال كما وقف الاردن الى جانب العراق كاسد في تداعيات الحرب عليه بعد غزو الكويت وفتح أبوابه لاشقائنا العراقيين ؛ فرد الفضل بالفضل ودفع الاردن ضريبة كلفته الكثير من المعاناة ونقص في المواد المتنوعة ، فقد فرض عليه حصار اقتصادي جوا وبحرا وبرا وتحمل ولم يئن ولم يركع ولم يهون فقد كان جبلا شامخا محروس باسود عتاد .
ويذطر ان الوفد التقى عددا من المسؤولين العراقيين في بغداد سلسلة لقاءات مع وزراء التجارة والصناعة والنقل والصحة والزراعة العراقيين وذلك بهدف ايجاد اليات تسريع تنفيذ البروتوكول التجاري الموقع بين البلدين البالغ حجمه 450 مليون دولار لعام 2002 ولم ينفذ منه سوى 50 مليون دولار. والتركيز على تنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية والعمل على ازالة المعوقات التي تعترض زيادة المبادلات التجارية وتعزيز الصادرات الاردنية الى العراق بعد تراجعها جراء المنافسة الحامية التي تشهدها الاسواق العراقية اثر دخول منافسين اقوياء للانتاج الاردني بخاصة من سورية ومصر وتركيا. كان هناك الكثير من الرسائل السياسية لعمان تضمنت عتب ومواقف جراء الحرب على موقف الاردن . المهم ما سبب ذلك الرفض البغدادي لمجلم المباحثات واتفاقية التجارة الحرة ومد أنبوب نفط لعمان ، هذا ما ساتناوله في المقال المقبل ! وساسرد زيارة مع وفد اردني م للمشاركة في مهرجان اعلامي بالقاهرة عام ٢٠١٢ والفرق بين هدف الوفدين وكيف تمثل الوفود بلادها بالامانة اما بالسمر .