فلحة بريزات
معلمي وصانع دربي:
وانا أتصفح ملامحكم كل صباح، في الطابور، وفي الساحة،والصف ، أدرك جيدا أن سياساتهم غير عادلة، وأنهم يريدونكم معلمين بلا طموح، وبلا استقرار، وبلا هيبة أيضاً.
وأنا أقلب دفاتر الأيام وأتفحص محطات من العلم والتعب، كنتم أنتم من منحتونا أوله وأعذبه، أنتم فقط من اعتاد المنح حد السخاء مقابل الشيطنة والخذلان، ففي دواخلكم إنسان يصر على بناء الأوطان بالعلم والحب رغم الجوع والحرمان.
معلمي وقرة عيني:
علم انك قد تبيت ليلك على الطاولة وانت تحضر للدروس وكذلك للأسئلة، والجداول. ..الخ، وأعلم أنهم عبثوا بكل شيء..عبثوا بالقيم والعدالة والكرامة المذبوحة على ابواب بذخهم وجهلهم وتعنتهم وقصورهم الفارهة.
أدرك جيداً ماذا يعني أن تحرم نفسك كل شيء؛ لتمنح أسرتك وأطفالك ، وطلابك شيئاً من الحياة والدفء..
يا سيد العالم والكلمة: إنهم يريدون تجهيلنا لتضيع هويتنا وعروبتنا وقضيتنا، ويضيع الوطن في ظلمات سياساتهم، أرجوك لا تمنحهم الفرصة، فتخسر قضيتك ونخسر مستقبلنا.
نقف إلى جانبك، ونقبل جبينك، فأنت المعلم، وأنت السند، لكن الأبواب موصدة، وعليك أن تكون المفتاح..مفتاح يعيد الروح لشرايين الحوارات مع الرسمي بعيداً عن التصعيد والتوتر..مفتاح يعلمنا أن الحكمة درس جديد في منهاج الرابع.
يا معلمي..أتعرف لماذا فشلت كل محاولات الحكومة في تجييش الشارع ضدك؟؟ لأنك الصادق الامين فينا..لأنك مجدنا وعنوان عزتنا وبيدر قمحنا..
نرجوك لا تصل معهم حد الكسر،فانت الجبر في زمن الكسر فنحن والأردن من يدفع الثمن لا من يجلس هناك في العاصمة يراقب ويعبث في الحقائق..نرجوك استخدم ما شئت من أوراق نقابية ودعنا كرتك الرابح والأخير..نرجوك قارعهم على الدوار الرابع وستجدنا إلى جنبك، لكن لا تمنحهم فرصة إضعافك بنا..فنحن ورقة وسلاح ذو حدين.
نريد أن نراك في غرفة الدرس شامخاً؛ فعظمتنا تبدأ كل يوم من طابوركم الصباحي، وأصواتكم الصادقة الصادحة لرفعة الوطن والمستقبل والكرامة..
نعدكم وانتم الوعد الصادق للاجيال،
يوما ما سنكمل الدرس عنكم، سنقف وقفتكم، فالجروح لا تتبخر بل تورث، سنقتص لكم يوما من جبار غاصب، بان نكون جيلاً أتعبه الوجع، فأنصفه مدرس يصر على البناء رغم كل هذا الضجيج والحفر والغمز واللمز والضجر.