
باسم سكجها
منذ كُنتُ طفلاً في القُدس المباركة، لم تتغيّر عليّ تلك الطقوس، فمنذ سماع صوت المدفع الذي يُعلن عن رمضان، وحتّى الإعلان عن عيد الفطر تتغيّر حياتي بشكل كامل.
عشت الشهر في القُدس، حتى عند اقتراب الصبا، مع أحبائي واخوتي آل التميمي، نسرح ونمرح في بلدنا وهناك تعلّمت الصلاة، تحت قُبّة الصخرة، وبعدها كان لي أن أصوم وأصلي وأحيي عذب الإيمان في عمّان، وحتّى اليوم.
من عمّان، يومياً، تأخذني رحلتي إلى مقامات الصحابة، ولا بدّ أن أبدأ بصاحبي بلال بن رباح، وفي اليوم التالي إلى سيّدنا النبي شعيب، وبالضرورة ففي كلّ يوم مقام جديد، في الجغرافيا الحبيبة.
ولا تلذّ لي أشياء أكثر من العودة إلى وسط حبيبتي عمّان، قبيل الإفطار بقليل، فالتمرية، والهريسة، وغيرها من الأطاييب، ولا أنسى الخبز السخن، وكعك صلاح الدين، وربّما بعض حمّص وفول، وفلافل بالضرورة!
احتفي برمضان كما أحتفل بعيد ميلاد جديد لي، تتجدّد فيه حياتي، وأستعيد فيه قُدسي الغالية الحبيبة، فطفولتي وصباي فيها تستغرق تلك الأيام الأثيرة، وتلك طفولة وصبا لم تكمل فرحتها بعد، وللحديث بقية!..