
الدكتور عثمان الطاهات
حقَّقت روسيا في العقدين الماضيين نهضةً اقتصاديَّةً وتقدُّماً تكنُولوجيّاً واضحاً على أكثر منْ صعيدٍ، «حيثُ أصبحت تتمتعُ بقُـدراتٍ عاليةٍ في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، تجعلُ الولايات المُتحدة تستعينُ بها حين تتعطَّلُ مركباتها الفضائيَّة، وتملك أيضاً تكنُولوجيا «النانو المُتطـوِّرة»Nanotechnology.ويُعدُّ تصنيعُ الطائرات أحد أكثر قطاعات التكنُولوجيا العالية كثافة في الاقتصاد الروسي الحديث.
تُعتبرُ الصِّناعات الدفاعيَّة في روسيا قطاعًا مُهمّاً واستراتيجيّاً، فروسيا هي ثاني أكبرُ مُصدِّرٍ للأسلحة التقليديَّة بعد الولايات المُتحدة. وكان أحد الإنجازات التكنُولوجيَّة الحديثة للصناعة الروسيَّة هي الرحلة الأولى لمُقاتلة «الجيل الخامس» (Sukhoi Su-57)، والتي كسرت احتكار الولايات المُتحدة الكامل لتطوير وإنتاج طائرات «الجيل الخامس». بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ من المُنجزات الرُّوسيَّة المُهمَّة، والتي مرَّت بعدة مراحل وعقبات، منظُومةُ «جلوناس(Glonass)»، وهي مُخصصَّةٌ لضمان ملاحةٍ سريعةٍ، وتقديم دعمٍ غير محدُودٍ للمُستخدمين في الجو والبر والبحر والفضاء.
وفيما يتعلق بالاستراتيجية الروسية في المجال التكنولوجي والمعلوماتي، يلاحظ أن روسيا لم تدشن قيادة عسكرية للفضاء السيبراني، بخلاف الولايات المتحدة، إلا أنها تعتمد على استراتيجيات جديدة لتعزيز قدراتها في هذا المجال.
تنطلق الرؤية الروسية من استخدام مصطلح «أمن المعلومات»، كتعريف لــ»الأمن السيبراني».. وترى أنه من الصعوبة ممارسة الدولة الرقابة والتنظيم الكامل للأمن السيبراني، وتسعى لبناء معايير دولية، من خلال التعاون في هذا الفضاء.
هناك تناقض روسي مع القوى الغربية حول إنشاء معايير «الإنترنت الدولية»، وتفصل بين تهديدات أمن المعلومات الخارجية ونظيرتها الداخلية. ويرى بعض الخبراء الروس في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: أن هناك حربا عالمية قد بدأت، هي حرب إلكترونية، هجين، (عسكرية وتجارية..)، ومن الناحية التكنولوجيّة، فرضت الولايات المتحدة تقنياتها الرقمية على الجميع منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وقد أعلنت، عبر إعلامها، أنها تستعد لهجوم إلكتروني على نظام الطاقة الروسي. وهذا ليس التهديد الوحيد، ولا الأول من نوعه.حيث صرَّحت الولايات المتحدة علنًا عام 2018 في استراتيجيتها القومية الإلكترونية، بأن لديها عدوَّين رئيسيَّين: روسيا والصين.