فارس الحباشنة
في تجربة المرأة الاردنية، ومسيرتها النضالية في العمل العام والحكومي تعثر على سير رفيعة وقويمة وجليلة، وسير شاهدة على ريادة وتقدم المرأة الاردنية .
ووجدت نفسي مجبرا برسم المهنية والواجب ان اكتب عن المهندسة ريما حمدان السعودي المدير التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء .
تجربة مميزة في ادارة شركة كهرباء،وصنعت في ادارتها اختلافا كبيرا .. وتكتشف ان المرأة الاردنية قادرة، ويصلح القول والمثل .. نعم، ان هناك امرأة بالف رجل ورجل .
و انجزت السعودي في شركة توزيع الكهرباء مهمات صعاب وعظام ، وقد عجز عنها رجال، وفي شهور قليلة منذ توليها ادارة الشركة، وكانت قبل ذلك نائبا للمدير العام سجلت انجازا يتحدث عنه القاصي والداني في الحاكمية وتشغيل الشركة، وملفات ادارية وفنية كانت عالقة في الشركة .
و ثمة انجاز يتحدث عنه الناس، ومن الواجب الكتابة عنه، ونقله الى الناس، وان يزال عنه اللثام، وان يصارح ويكاشف امام الرأي العام ، وليس
لان صانع الانجاز امراة، ولكن لأننا في الاردن في اشد الحاجة للاعتراف والافتخار بمن يعمل، وبمن يصنع فارقا في العمل، ومن يحسم احتقانا شعبيا ، ويطفئ شرارات غضب، وينقذ شركة بحجم توزيع الكهرباء .
المهندسة السعودي تعمل بتروٍّ وهدوء وبعيدا عن الاضواء والاستعراضات . ومن وحي تجربة السعودي في شركة توزيع الكهرباء، تقول اتمنى لو ان كل الشركات والمؤسسات الرسمية تتقلدها سيدات .
لربما ان جزءا سلبيا من صورة ونظرة الناس الى المرأة في العمل العام اقترنت في نماذج نيابية نسوية، ومارسن في العمل السياسي العام الاستعراض والدنكشيوتية والبطولات الوهمية، ومقارعات الطبول.. واسهم سلوكهن في خسارة كثير من انصار الحركة النسائية وتمكين المرأة، وذلك جراء ما شاهدوا الناس من خطاب اجوف واستعراضات بوهيمية، وتحولت الى عبء على قضية المرأة وحقوقها .
اكتب عن المهندسة السعودي، ولكي اقدم نموذجا وتجربة نسوية في العمل العام والحكومي تستحق ان يعرفها الرأي العام، وتستحق ان تقدم اعلاميا في حالة واطروحة نسوية نموذجية .. ولنأكد القول : حقا ان هناك امراة بالف رجل، وهناك رجال لا يسوون رمشة وظفر امرأة .
في قضية المرأة الاردنية والحديث عن التمكين النسوي، واذا ما واجهت اي سؤال، فالجواب هو المهندسة ريما السعودي والانجاز المؤسساتي والاداري النموذجي في شركة توزيع الكهرباء، كيف تجاوزت السعودي الحالة من مدير عام عادي الى مدير عام استثنائي ومميز، وصانع انجاز .
لربما ان هذا المقال كتب على استعجال، ولا يوفي كل ما يجب قوله عن المهندسة ريما السعودي .. وفي نموذج السعودي، واجد ان ثمة درسا نموذجيا يقدم في المرأة الاردنية، ودرسا وطنيا فيما تبحث عنه المرأة الاردنية، وتمكينها على حساب الوعي والنضوج والسيرة النيرة، وبعيدا عن عقد الاطروحة الرائجة في الاوساط السياسية عن المرأة في صورة كوتا، وحقوق جندرية ناقصة وتعويضية .