المحامي عبد الرؤوف القضاة
زمن الشقلبة
المحامي عبد الرؤوف القضاة
.. أي زمن هذا الذي نعيش ….. !! جملة بسيطة قليلة الحروف كبيرة المعاني ..فيها تناقضات الحياة بكل تفاصيلها ، حيث يستمر مسلسل التناقض يوما بعد يوم بأكثر من مجال وفي اكثر من موقع ومن هنا أنا لا يستهويني التباهي ولكن لا أرضى بدفن رأسي بالرمال ، ولا تعجبني مقولة : حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس …. فكلمة أضعف الايمان نقولها ضمنا لك .فهي حكمة للكبار اذن نابعة من تجارب الحياة .
أي زمن هذا يتحدث المسؤول فيه بأن من أولوياته تهيئة مرؤسيه ووضع الخطط في مؤسسته أو وزراته او دائرته كنوع من اسلوب الادارة الحديث ولخلق جيل قادر على النهوض بمسؤولياته مستقبلا ..وما أن يصل الى مبتغاه ينقلب ويتغير ويبدأ بوضع الخطط المحكمة والكفيلة بإبعاد كل موظف ناجح عن أي لقاء أو اجتماع قادم مع المسؤولين الاعلى درجة وربما يتم نقله الى مكان اخر للتغييب طبعا متسلحا مصلحة العمل تقتضي ذلك .
وأي زمن هذا به يشارك من يترشح لمنصب ما بكل مناسبة تتم دعوته اليها وخصوصا مناسبات العزاء وهاتفه متاح لكل من يطلبه يتبرع أحيانا لدعم نادي أو جمعية أو مدرسة أو مؤسسة ، لكن بشرط أن يتم الاعلان عن ذلك ويتحدث عن مشاكل البلد والمديونية وتقصير من سبقوه وعجزهم عن تقديم الحلول الناجحة حتى يخيل لنا أن عمر بن عبد العزيز بعدله وعمر بن الخطاب بجرأته قادم لا محاله ..
أي زمن هذا به يتحدث احدهم بشفقة عن غلاء المهور وزيادة العنوسة وهو كالجلاد لمن بقصده .. واي زمن . يتحدث أحدهم بجلساته الخاصة عن ضرورة التخفيف من عبئ مناسبات العزاء والافراح وهو على العكس تماما يتباها جازما أن ذلك وجاهة له
أي زمن هذا أجلكم الله أصبح به ثمن غطاء الرأس ( العقال لمن يدعو الرجولة ) ببضع دنانير وثمن الحذاء الذي ندوس به الارض ميئة دينا ر… !