نوف منير الور
في العقبة، هي ليست الجهة الوحيدة المسؤولة عن دعم كثير من القطاعات، لكنها لم تتخلَّ عن واجباتها الوطنية أو تلقها «في البحر»، سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتحديدا مديرية التنمية المجتمعية، تحقق في 2024 ما يستحق أن يوسم بـ «الإنجاز الحقيقي».
قرابة نصف مليون دينار أردني، أنفقته مديرية التنمية المجتمعية، بحسب مديرها وسيم الجرابعة، بناء على خطة سنوية مدروسة، ودعما للعديد من المبادرات المقدمة من أبناء المجتمع العقباوي، لتعود عليهم نفعا بالدرجة الأولى، وجاءت القطاعات التسعة مقسمة على النحو التالي، التعليم، والثقافة، والحالات الإنسانية، وذوي الاحتياجات الخاصة، والصحة، والرياضة والشباب، وتمكين الجمعيات الخيرية، والتأهيل الاجتماعي، وتمكين المرأة.
وبالأرقام، فقد حصد قطاعا الحالات الإنسانية، ودعم أصحاب الهمم «ذوي الاحتياجات الخاصة» مجتمعين، ثلث المبلغ المرصود للدعم، وهذا ما يترجم عمليا، بتمكن «العقبة الخاصة» وتمكينها عبر مديرية التنمية من الوصول لدعم فئة كبيرة من أبناء المجتمع، قهرتها الظروف الاقتصادية والصحية، ومساندتها انطلاقا من منظور تنمية مجتمعية شاملة ومستدامة بإطار من الشراكة المؤسسية الفاعلة لتحسين مستوى العيش الاقتصادي والاجتماعي.
وعودة للحالات الانسانية فقد تمكنت المديرية من دعم 238 أسرة متعففة، خلال العام 2024 عدا عن تقديم 1000 كوبون للمواد الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، ذلك إلى جانب عدد من آليات الدعم الأخرى، أما قطاع ذوي الهمم فقد بلغ عدد المستفيدين من برامج الدعم لمختلف أنواع الاحتياجات الخاصة 630 شخصا، عدا عن تمكينهم من إصدار بطاقاتهم التعريفية الخاصة بعيدا عن اللجوء لمغادرة العقبة، حيت استقدمت مديرية التنمية المجتمعية اللجان المعنية بذلك لخدمة أصحاب الهمم من العقباويين في محافظتهم بسهولة ويسر، وبعيدا عن عبء السفر الجسدي والنفسي والمادي.
ويتلوهما دعم قطاع التعليم، والذي حصد قرابة 100 ألف دينار، في عدد من المجالات وأهمها توقيع إتفاقية مع أكاديمية الملكة رانيا العبدالله لتدريب ما يقارب ألف معلم ومعلمة بهدف رفع الكفاءة المهنية والقيادية وتطوير أساليب التدريس، و تنفيذ عدد من النشاطات والبرامج اللامنهجية والتوعوية استهدفت وخدمت ما يقارب 11 ألف طالب وطالبة، ومبادرات كثيرة.
أما عن الانجاز في القطاع الصحي فكان الأكثر بريقا منها خدمة مرضى السرطان، الذين أنهكهم المرض، وتكاليف التنقل في رحلة العلاج وصولا للعاصمة عمان والعودة منها، فعملت المديرية بالشراكة مناصفة مع شركة جت للنقل على توفير كلفة المواصلات للمريض ومرافقه بشكل كامل، إيمانا منها بالشراكة مع القطاع الخاص خدمة لأبناء المحافظة الذين هم جزء من هذا الوطن، الذي يسعى الجميع لبناءه وإزدهاره.
وفي باقي القطاعات التي دعمتها «العقبة الخاصة» عبر مديرية التنمية المجتمعية وبالإضافة لكل الشراكات التي قامت بها مع القطاع الخاص لإنجاح خطتها السنوية، استطاعت «التنمية المجتمعية» أن تترجم فعليا الرؤى الملكية لجلالة الملك عبد الله الثاني وتوجيهات ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، ليس فقط بأن تكون العقبة وجهة اقتصادية واستثمارية، بل بأن تكون المدينة التي تبنى بسواعد أبنائها، وتتطور وتزدهر بهم في مختلف مبادراتهم وإنجازاتهم، وأن تكون المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة هي الداعم والسند، لتطبيق منظومة التحديث في كافة القطاعات، ويغدو همّ الجميع إعلاء البينان وتشييد المنجزات رغم كل التحديات الداخلية أو تلك التي تعصف من الخارج، ففي هذا الوطن ما يستحق البذل والعطاء، وفيه أيضا من يستحق الثناء.