![](https://www.enjaznews.com/wp-content/uploads/2016/07/تنزيل-35-1.jpg)
اسعد العزوني
بعد أيام على إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى في فلسطين أواخر العام 1987، قدم إلى الكويت وزير الدولة للشؤون الخارجية السيد ديفيد ميللر ،وعقد مؤتمرا صحفيا ،تحدث فيه بلغة ثورية ،وقال مخاطبا الصحفيين ان على إسرائيل ان تنسحب من الأراضي العربية المحتلة..الضفة وغزة والجولان، ووصف مستدمرة إسرائيل بدولة الإحتلال.
قاطعته بسؤال :أيها السيد أخبرنا بداية هل تتحدث بإسمك الشخصي أم بإسم حكومتك؟ فأجاب على الفور انه يتحدث بإسم حكومته ،وأن ما تلاه علينا سنتسلمه بعد قليل مكتوبا،ومن فوره أمر بتوزيع بيانه علينا ،وكان متسقا مع ما سمعناه منه ،وكان موقفا غربيا متفردا .
بعده بأيام زار الكويت وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي ،لكنه قال كلاما مغايرا لما قاله البريطاني ميللر:قال لا فض فوه مفتتحا كلامه إلينا كصحفيين :لماذا لم نضغط على الفلسطينيين لوقف الإنتفاضة ،ونبدأ مفاوضات مباشرة مع إسرائيل لحل القضية الفلسطينية ؟ ولأنني كنت مشحونا بخطاب السيد ميللر،إنتفضت في وجه بن علوي “العربي المسلم”،وقلت له :يا رجل بالأمس القريب كان يقف مكانك وزير الدولة للشؤون البريطانية السيد ميللر ،وقال كلاما ثوريا بالمقياس الغربي المتصهين ،لكنك أنت العربي تقول كلاما عجيبا غريبا ،فلم يعقب.
كنا سابقا نحسد سلطنة عمان على قدرتها على التخفي وإظهار تمنعها عن إظهار تطبيعها مع مستدمرة إسرائيل ،مع علمنا الأكيد بهذا الملف،لكن “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي “النتن ياهو أحرجنا نحن ،بعد أن وجد نفسه مؤخرا في مهب الفساد،فإصطحب زوجته الجميلة المبذرة سارة وبعض مسؤوليه إلى سلطنة عمان وإلتقى علانية مع السلطان قابوس،وهنا كسرت الجرة ،وخرج منها ثعبان التطبيع العماني مع مستدمرة إسرائيل ،وهناك تسريبا أن رئيس الوزراء السابق في مستدمرة إسرائيل ، إيهود باراك قام هو الآخر قبل أيام بزيارة سرية لسلطنة عمان ،وهناك أسئلة كثيره تطرح نفسها :ما هو السر الكامن وراء زيارات المسؤلين الإسرائيليين العائلية لسلطنة عمان؟
ما جعلني أخوض في هذا الموضوع هو ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي مخاطبا المشاركين في مؤتمر دافوس الإقتصادي العامي في أحد منتجعات البحر الميت بالأمس ،وقد أثار حفيظتهم عندما خاطبهم بالقول في الجلسة بعنوان “النظرة الجيوسياسية”، التي ضمت أيضا وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب ووزير التجارة الخارجية والتعاون التنموي الهولندي سيجريد كاغ:”إن العرب لم يقدموا للإسرائيليين ما يجعل إسرائيل مطمئنة”،داعيا إلى “تشجيع إسرائيل لتشعر أنها جزء من الشرق الأوسط”،وحسنا فعل وزير خارجيتنا أيمن الصفدي بالرد عليه ب”إن المشكلة غير مرتبطة بإعتراف العرب بإسرائيل ،لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ان هناك أراض عربية محتلة من إسرائيل ،وإن المشكلة في ما تفعله إسرائيل من إهدار للحقوق الفلسطينية “،وما أثلج الصدور هو أن الحضور إستحسن رد وزير خارجيتنا على الوزير العماني ،وصفقوا له كثيرا تعبيرا عن إستحسانهم لما قاله الصفدي وإستهجانهم مما تفوه به الوزير العماني.
نقول للوزير العماني المتجذر في الحكم :ماذا تريد ان نقدم لمستدمرة إسرائيل أكثر مما قدمه العرب عاربين ومستعربين ،فهم وأبدأ من الملك عبد العزيز بن سعودي تنازلوا عن فلسطين لليهود عام 1915،وها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يغازل الإسرائيليين ليل نهار وينسق معهم أمنيا ،ويحلف ب”الطلاق” أنه لن يسمح بإنتفاضة ثالثة وانه مستمر بالتنسيق مع إسرائيل ،وتعهد بعدم إزعاج الشباب الإسرائيلي بعودة اللاجئين ،وانه شخصيا لن يعود إلى مسقط رأسه صفد؟
ماذا يريد بن علوي الدهقن الذي ينافس ولي العهد السعودي على التطبيع مع إسرائيل ان نفعل والتطبيع العربي كان مستمرا ومن تحت الطاولة مع إسرائيل؟وأن العرب خنقوا الثورة الفلسطينية ،وان السعودية أجبرت المؤتمر الإسلامي في داكار على إلغاء التطبيع ،وقام إثنان من ملوكها فهد وعبد الله بتقديم مبادرتي إستسلام عربيتين لإسرائيل وفرضاهما على القمم العربية فاس وبيروت ؟ما ذا تريد ان نفعل وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعهد بتمويل صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطيبنية والأردن الرسمي ،وقيام الإمارات بشراء عقارات مقدسية في البلدة القديمة لتبيعها لمستدمرين إسرائيليين،ماذا تريد ان نفعل وملك البحرين يتغنى بإسرائيل ويقول أن لها الحق في فلسطين ؟؟؟قل لنا بالله عليك ايها الدهقن كيف هي الطريقة التي ترضيكم انتم وإسرائيل كي نشلح بها وننزع عن عوارتنا حتى ورقة التوت الشفافة؟