د. علي منعم القضاة
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، حيث كُنتُم، وحيث بِنتُم، أبدأ معكم من جديد بـ(شذراتي العجلونية)، نتذاكر في كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا، راجياً أن تروق لكم.
وقبل أن نخوض في شأن انتخاباتنا، الأردنية التي بدأت الجموع تحتشد لها في كل زاوية من نواحي بلادي، فإننا سنبدأ بحدث الساعة؛ نتناول ديمقراطية الغرب وعنصريته، التي تتجسد في كل مناحي حياتهم، إذ إن ديمقراطية الغرب تشكل قدوة وقبلة لكثير من أبناء جلدتنا.
مبادئ الديمقراطية الغربية التي يعشق بعضنا
لطالما تغنى الناس بالمبادئ الأمريكية، وبالديمقراطية الغربية، وإنها أيضاً تذكرة، نضعها أمام المسحجين والمطبلين للغرب ومبادئه، متجاهلين حقيقة ديمقراطية الغرب. فلقد حاولت دول الغرب نشر ديمقراطيتها في العديد من دول العالم الثالث، وذاقت شعوبنا الكثير من ويلات تلك الديمقراطية، التي نشأت على الدماء والأشلاء، فقد بدأت الحضارة الأمريكية بقتل (100000) مائة مليون أمريكي أصلي واغتصاب أرضهم، لبناء حضارتها على جرفٍ هارٍ.
وإن هيروشيما وناجازاكي، وما يجري في العراق وسوريا وأفغانستان، وكل القرى والمدن الفلسطينية، شهود عيان على ديمقراطية أمريكا التي جاءوا لينشروها، وتتنسم كل شعوب العالم سمومها.
إن العرق دساس
يعدُ العنف والصراع أساساً ثابتاً، وبُعداً أصيلاً، وهو من المبادئ الأولى للحضارة الغربية مجتمعة قديمها وحديثها، وهذا هو إرث الحضارات الغربية مجتمعة، وليس بدعة في أمريكا وحدها. فلطالما كانت حلقات السمر في عهد الرومان واليونان هي حلبات المصارعة، بين سجينين، أو عبدين من عبيدهما، ولا تنتهي إلا بموت أحدهما، وكذلك هي حلبات صراع الثيران الشهيرة في إسبانيا، التي تجافي كل معاني الرفق، لا بالحيوان ولا بالإنسان، هي متعتهم المفضلة.
تابع العالم أجمع طريقة قتل الأمريكي الأسود (جورج فلويد)، بدم بارد وإحساس بليد من قبل عناصر الشرطة الأمريكية بيض اللون، وهو يستجدي نفساً للحياة، فرصة للعيش، هكذا تماماً تتعامل أمريكا مع كل شعوب الشرق بالقتل وكل أنواع العنف، هذه هي مبادئهم الحقيقية فلا تذهب بكم الريح بعيدا. يتحدث علماء الغرب ومنهم “صموئيل هنتغتون” (1993) عن مفهوم الغرب والآخر، وهم بذلك يقسمون العالم إلى قسمين (West & the Rest). فلا تستغربوا ما يفعلون بالملونين في أمريكا، هذه المبادئ هي إرث أجدادهم.
ولنعلم جميعاً أن العنصرية تجري في عروقهم مجرى الدم، هي الأوكسجين الذي يتنفسون، ولا يمكن أن تفارقهم في جميع مناشط حياتهم، ربما تخف تارة، ولكنها تحتد ويشتد أوراها تارات، في كل بلاد الغرب، ولا تعدُ أمريكا شاذة، بل كلهم كذلك.
حياتُهم جوفاء مُفْرَغَة
الناظر للغرب يرى أيامهم مفعمة بالحياة، فهم ظاهرياً يتعايشون ضمن قانون واحد وتحت سقفه، ولكنهم عملياً يعيشون ظروفاً من أنواعاً من التفرقة والتمييز، وكثيراً من التوتر والقلق ينتشر بين أبناء المجتمع، ومن مظاهر القلق الداخلي في أمريكا، أنها تضم بين جنباتها أكبر مجمع للإثنيات والعرقيات في العالم. وبالرغم من كل الإنجازات المادية التي حققتها حضارة أمريكا، لكنها تعاني من بعض الظواهر التي تمزق نسيجها الداخلي، وهي تعيش حالة من الخواء الروحي والمعنوي، ولعل التفكك الاجتماعي، والأسري، وارتفاع حالات الانتحار، شاهدة على ما نقول. ولذلك تلجأ أمريكا إلى اصطناع صراعات خارجية دولية، تشارك فيها، كمدخل لاستعادة الالتئام للنسيج الداخلي لأبنيتها الاجتماعية، وتعمل على بذر روح الإرهاب والتطرف لتجد ذريعة للتدخل، كما أوجدت القاعدة في أفغانستان، وداعش في العراق، وسوريا، وغيرها من دول الشرق، وأمريكا لا تماري بدعم الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين، ودعم الإجرام الإيراني في سوريا والعراق.
تجربة شخصية مع العنصرية
عشت في بريطانيا أربعة سنوات أثناء دراستي دكتوراه صحافة، كانت من أجمل أيام حياتي، أنا وعائلتي، وفي لقاء ذات خميس مع مشرفي وهو شخصية محترمة جداً، وجدني منهمكُ بإعداد ملف لا يتعل