د. علي منعم القضاة
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، حيث كُنتُم، وحيث بِنتُم، نتذاكر سويا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذهب، عجلون الحب والعتب، لنطوف العالم بشذراتنا، راجياً أن تروق لكم.
جامعاتنا رأس مالنا الرابح
كثُرت في الآونة الأخيرة محاولات تشويه جامعاتنا الأردنية الرسمية منها والخاصة، من خلال التعامل مع بعض الأحداث فيها بشكل بعيد عن كل معايير المهنية الإعلامية، والأخلاقية. وفي هذا إجحاف كبير بحق الأردن، وبحق التعليم العالي الأردني ذي السمعة الطيبة، سواءً ما حدث قبل فترة وأساء إلى جامعة عريقة، تتميز بتخريج كفاءات عالية، وما يحدث الآن من افتعال زوبعة في فنجان لتشويه اسم جامعة، واسم رئيس جامعة من أنزه، وأرقى وأحرص الناس في الأردن على إحقاق الحق، ومساعدة كل من يصل إليه، حتى لو لم يكن هو صاحب القرار، ولكن من تجربتي أنه ممن يسعون في قضاء حوائج الناس، فلنتق الله فيما نقول يا أرباب العقول، إن النيل من أي جامعة هو نيل من نظام التعليم العالي فيه، في هذا تفصيل لا مجال لذكره الآن.
الحق أحق أن يتبع
إن ما نشرتهمنصات اللاتواصل الاجتماعي حول قضية أحد الأردنيين مع الجامعةالهاشمية، أمرٌ يندى له الجبين؛ولا يعكس الحقيقة، بأنه مؤشر خطير على عدم وجود مهنية ولا فهم لطبيعة العمل الصحفي، ولا يقدم دليلاً واحداً على أن من ينشر المعلومات جُزافا له علاقة، بمهنة الإعلام، أو قد سمع بالدقةوالموضوعية وتحري الصدق على الإطلاق، وبكل تأكيد لا علاقة بأخلاقيات المهنة.
أقول هذا نظراً لكثرة المتباكين على الموضوع؛ويحزنني أن أقول إن كثرة اللغط هو من سلبيات مواقع اللاتواصل الاجتماعي التي لا تراعي في كثير منها أخلاقيات النشر، ولا الدقة، ولا الموضوعية ولا تحري الأمر قبل نشره، وإنني أرى أن المنصفين سيقفون على الحقيقة، بعد قراءة كلماتي، وكلمات غيري من الزملاء الذين عاشوا في الغرب ويعرفون كيفية تعامل دول الغرب مع طلبة الدراسات العليا.
سموا الأشياء بمسمياتها
ليس استقطاباً تعيين الشاب المذكور في أمريكا؛ بل هو شيء روتيني يحصل مع كل الطلبة الأجانب في أمريكا؛ هذا ما حصل مع الشاب المعني في أمريكا شأن أي طالب دكتوراة؛ ونسأل الله العظيم له التوفيق والسداد في دراسته،الجميع يتم تعيينهم في الجامعات كمساعد بحث وتدريس، أومحاضر غير متفرغ، وهذا ليس استقطابا بل يشمل جميع الطلبة غير الأمريكيين، وفي كل التخصصات،فكيف إذا كان تخصصاً من التخصصات الراكدة في الأردن؟!، ولطالبٍ ما زال على مقاعد الدرس؟!! ولو سألنا كل خريجي الجامعات الأمريكية في الأردن لأكدوا جميعاً هذه الحقيقة؛لأنهم جميعاً حصلوا على الفرصةنفسها أثناء دراستهم العليا.
إن تهويل الأمور، وتضخيمها من قبيل التباكي غير المقبول لا يعد من صفات العقلاء، بل يعدُ مؤشراً قطعياً على الجهل، وينبغي للإنسان ألا يضع نفسه في مواقف لا تعود عليه بالحمد، ولا بالنفع، الأمر واضح كما شمس تموز في رابعة النهار، لا داعي أبداً لشق الجيوب وندب الحظ، بسذاجة ظاهرة للعيان، أيهما أولى من يرغب بمواصلة الدراسة؟ أم من يحمل المؤهل وعنده عائلته وعاطل عن العمل في بلده، أليس بالنادبين حظوظهم رجل رشيد!!
ليت مؤسساتنا تتعامل بمؤسسية وشفافية
بقوة وحماس شديدين يطالب الأردنيون جميع المؤسسات للتوقف عن الفساد، وينادون بمحاربته؛ وبالحماس نفسه يتباكى العشرات بمنتهى الجهل لمجريات الأمور على جامعة رفضت ابتعاث أردني إلى دول الغرب؛ وتناسى جميع المتباكين إن ما ينقص مؤسساتنا الرسمية والخاصة هو العمل المؤسسي، وهو الإجراء الذي اتبعته الجامعة المعنية؛ ضمن إطارالتسلسل المؤسسي الإداري والأكاديمي السليم؛ وهي من الحالات القليلة،بل وربما النادرة في المؤسسات الأردنية.
قطعت جهينة قول كل خطيب
كيف لنا أن نعرف هذه المؤسسية وهذا الشفافية؟ بظني إن الأمر متاح لدى الجامعة لمن أراد الاطلاع، وخاصة بشكل قانوني ورسمي، فقد أوضحت الجامعة ببيان لها مراحل التعامل مع الشاب المذكور؛ وقالت إنه تقدم لها بثلاثة طلبات، منذ عام 2020،وبينت أسباب عدم القبول في كل مرة منها؛ بالرقم والتاريخ، ومحضر اجتماع رسمي، لمجالس الأقسام، ومجالس الكليات، ولم تكن قرارات فردية لرئيس الجامعة، ولكنها أسباباً منطقية لمن ينادون بمحاربة الفساد، فلماذا الكيل بمكيالين، لماذا نبتعث أصلاً؟! ونكلف الجامعات ذات المديونيات؛ وفي الأردن الآف من حملة الدكتوراة، في كل التخصصات يعتصمون، في كل وادٍ وكل نادٍ مطالبين بتعيينهم.
اعدلوا هو أقرب للتقوى
إن اسم رئيس الجامعة المعنية معروف ومشهود له بالنزاهة وإحقاق الحق، وسمعته كذلك،وقد عرفه أهل الطفيلة بلد الشاب الذي يبحث عن منحة وابتعاث،رئيس يبحث بنفسه عن طرق لمساعدة الناس دون سابق معرفة، مجرد أن يعرف الحقيقة يهبلخدمة الآخرين، بصرف النظر عن العرق، أو الدين.
خرج رئيس الجامعة المعني منبيئة جاهد فيها، وحفر في الصخر حتى وصل إلى مرحلة الدراسة الجامعية، وبلغ بتوفيق رب العالمين، ثم جِدهِ واجتهاده منازل العلماء البارزين في مجال تخصصه على مستوى العالم، وإنني أظن أنه إن لم يكن الأكفاء بين رؤساء الجامعات الأردنية، فهو من النخبة الأكثر كفاءة، ولا يمكن أن يكون حجر عثرة أمام تعيين أي أردني في جامعته بل ولا في أي جامعة. وإن من زامله في العمل في كل الجامعات التي عمل بها يعلم علم اليقين، أنه يعمل على دعم الطلبة المبدعين والمتميزين،ولكن بطرق رسمية وقانونية، وإجراءات سليمة.