الدكتور محمد نايف زريقات
( شعوب العالم ترنو لسياسات واستراتيجيات تتماشى مع رؤيتهم وتطلعاتهم وتتوافق مع ثقافة مشتركة اصبحت تتنامى بين شعوب وأمم الدول في العالم، خاصة أن العالم أصبح قرية كونية صغيرة الشعوب في تواصل وهجرات متبادلة ومستمرة ) .
إن العالم في العصر الحديث يتطلب سياسات واستراتيجيات تتلاءم وتنسجم مع ثقافة مشتركة اصبحت تتبلور وتنمو بين شعوب وأمم ودول العالم تتسم بمزيد من الحوار والتقارب بين أفراد شعوب العالم تنادي بالحكمة والحلم والأناء، ونفاذ بصيرة وبعد النظر، وأن يحدث تفاهم وتقارب وتشارك بين جميع شعوب وأمم ودول العالم، وأن يحدث تكافل وتسامح لا استقواء طرف على الآخر .
وإن القوي كفرد أو دولة أو قوى عالمية يجب أن تزداد متابعة مستمرة لمعرفة رؤية وآراء الأفراد في مجتمعاتها وفي دول العالم خاصة فئة الشباب جيل المستقبل، وان تنسجم ممارساتها وسياساتها مع توجهات وتطلعات وثقافة شعوبها، وأن لا تغرد خارج طموحات وآمال ورؤية شعوبها، لأنه ليس من مصلحتها ولا من مصلحة جميع شعوب ودول العالم .
وإن على الشعوب والأمم في العالم أن تختار ممثلين لهم، تؤثر وتعدل في سياسات واستراتيجيات قياداتها لتقود شعوبهم وأممهم ودولهم لتحقيق طموحات وآراء وحاجات الشعوب والأمم التي تغيرت نظرتهم عن العصور والعقود السابقة، بسبب تغير ثقافة هذه الشعوب ونظرة كل شعب وأمة في العالم إلى الشعوب الأخرى بإيجابية تتكللها الوعي والانفتاح وتقبل الآخر والحوار ، لتقود أمتها والعالم إلى السلام والمحبة وإطفاء بؤر النزاعات والحروب في العالم .
وإن سياسات واستراتيجيات لدول متقدمة وديمقراطية خاصة الكبرى منها التي تقوم بنشر الخير والسلام والمحبة في العالم يخلد قادتها التاريخ، وإن الحكمة ميزان العقل، والتعقل نفاذ البصيرة، والحلم يقود العالم إلى بر السلام .
وإن الشعور بالقوة يجب أن يرافقه التأني وبعد النظر والحلم والأخوة الكبيرة لأننا نعيش في قرية كونية صغيرة الخير أو الدمار يعم على جميع بقاع الأرض، ولأن القيادات في جميع المستويات وخاصة العليا كقيادات عالمية يجب أن تكون صمام الأمان لقيادة العالم والأمم إلى الخير والسلام والتسامح لانها قيادات ذات خبرة وعراقة أختيرت من الشعوب كقيادات صفوة، ذات عقليات منفتحة، تدرك أخطار الحروب المدمرة التي تحدث في بعض بقاع العالم، التي تهدد الأمن العالمي خاصة وأن العالم في العصر الحاضر اليوم ازدادت فيه الديمقراطيات والحريات وحرية الرأي وحقوق الإنسان، وزاد وعي الشباب الشريحة المنفتحة على العالم نتيجة لتكنولوجيا الاتصال والتواصل الاجتماعي، وأصبح لدى شريحة كبيرة من المجتمعات والأمم والدول في العالم ومن فئة الشباب تزايد مستمر لثقافة مشتركة بين هؤلاء الشباب والشعوب في العالم، تزايدت نتيجة لتنقل وهجرات شعوب العالم الثالث إلى الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإلى بقية دول العالم، وهجرات متبادلة ومستمرة بين جميع شعوب دول العالم، واصبح سكان أي مجتمع ودولة من دول العالم متعددي الاعراق والأصول والأجناس، أدت إلى تزايد الثقافة المشتركة خاصة بين فئة الشباب جيل المستقبل، واصبح مزيد من التقارب بينهم وزادت اللمسات الإنسانية وعلاقات الود والصداقة، يريدون العيش في سلام ومحبة وتسامح، لا أن يعيشوا بمزيد من والركود الإقتصادي والتوترات وعدم الأمن في مناطق أخرى تتعطل فيها عجلة الإنتاج والاستثمارات والسياحة في العالم، نتجية للحروب والكوارث التي تشتعل هنا وهناك، وتنعكس وتؤثر على الامن العالمي الاقتصادي والسياسي …، وتهدد حياة الشباب ومستقبله في العالم، وتؤدي إلى تقاقم مشكلات تهدد أمن العالم ومستقبل الشباب كالفقر والبطالة والفراغ والضياع، ويطمح شباب العالم اليوم لعالم مستقر فيه رفاه واستقرار وأمان .