النائب السابق غازي عليان
شكراً لك غزة، وشكرًا للضفة الغربية، وشكرًا لك فلسطين، وشكرًا للمقاومة الفلسطينية فقد أعدت للأمة العربية والإسلامية كرامتها بدم أبناءك، شكرآ لك عندما وقفت وحدك أمام الطوفان وأمام أعتى قوة عسكرية في المنطقة كي تقولي للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني شعب مقاوم لا يعرف التخاذل، في يوم السبت السابع من أكتوبر حطمت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، ثم أثبتت للعالم وحشيته ودمويته ومخططاته بتهجير الغزيين والفلسطينين، وأعدت التأكيد أن العالم الغربي الذي يدعي الحرية والديمقراطية والعدالة والدفاع عن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية والأخلاقية أنه كاذب وهو يشاهد إقتحام مشافي غزة واحدًا تلو الآخر دون أن يتحرك مجلس الأمن أو غيره، وأثبت أنَ هذا المجتمع الدولي لا يدافع إلا عن ربيبته إسرائيل محطمًا في سبيل ذلك كل القيم، وأن حضارته مزيفة وإعلامه كاذب يزور الحقائق كما زور التاريخ.
غزة الحبيبة، يبدو أنك لم تعودي بحاجة إلى القمم العربية والإسلامية والدولية فاليوم ليس كما سبقه، فقد أمعن الإحتلال الصهيوني قتلًا وتدميرًا لحواريك الجميلة، وقصف المستشفيات وأماكن العبادة والمدارس والجامعات، ومنع المساعدات الاغاثية والطبية والانسانية، ولكنك صمدت رغم ذلك، وبقي أهلك يقولون وهم يوارون شهداء الإجرام الصهيوني العنصري المتطرف ثرى فلسطين الطاهرة أن الشهداء فداء لفلسطين، حتى السكان وهم يفتقدون بيوتهم وأمنهم ورغيف الخبز يصبرون فداءًا لفلسطين، وكان البعض يحدث نفسه أن العالم العربي والإسلامي لن يصبر على ذلك فعشرات الآلآف من الشهداء والمصابين، وتدمير غزة واجتياحها بدبابات الجيش الصهيوني بعد قصف استمر شهرًا ولا زال مستمرًا، ولكن لم يتحرك في عالمنا العربي والإسلامي بل والعالم شيء عدا بعض البيانات والوقفات والمسيرات الخجولة فهل تفيد القمم الخجولة، وحتى الضفة الغربية الحبيبة فقد نالها من إجرام الكيان الصهيوني العنصري نصيبًا بعد شهورًا من الانتهاكات والتجاوزات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ثم انتقلت إلى عمليات قتل الفلسطينين الأبرياء في كافة انحاء الضفة الغربية، وقاد وزير متطرف كل هذه الحملات لتنفجر الأوضاع بطوفان الأقصى المذهلة والمجيدة بعد عقود القتل والتدمير والحصار الصهيوني ، وكان إنتقام الكيان الصهيوني العنصري المتطرف من كل غزة بهدم بيوتها وقتل وتشريد ابناءه ومحو أحياء بأكملها في صمت إعلامي مريب، وهنا أكرر ما بدأت به شكرًا غزة فقد نزعت القناع عن كل الوجوه.
لقد كشفت هذه المعركة القناع عن وجوه الكثيرين ممن كانوا يدعون بأنهم قادة المقاومة والمدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وإذا استثنينا صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله والذي كان موقفه إنموذجًا مشرفًا للأمة في دفاعه عن الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في دولة مستقلة وعاصمتها القدس كما قاتل على كل الجبهات لوقف المخططات الصهيونية وإرهاب الدولة الصهيونية وطالب بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية للأهل في غزة وأمر بعدم سحب كوادر المستشفى الأردني الميداني العسكري رغم كل الإجرام الصهيوني واستهدافه للمستشفيات ، كما أنني اقدر عاليًا موقف أمير قطر الشيخ تميم ال ثاني الذي كان موقفه ثابتا في أحتضان المقاومة الفلسطينية ودعمها والدفاع عنها وتقديم المبادرات والوساطات لإنهاء موجة الإجرام الصهيوني ، وكذلك دولة الكويت حكومةً وبرلمانًا وشعبًا على مواقفها في دعم فلسطين وحق شعبها في الحرية.وكذلك بعض المواقف هنا أو هناك.
أما المفارقة المخجلة ففي دول ادعت الثورية وتركت المقاومة وحدها في الميدان رغم بيانات ثورية وتهديدات ووعود أثيتت الأيام أنها مجرد فقاعات فارغة، وأخيرًا وليس آخرًا فإن معركة طوفان الأقصى المجيدة أنَ دولًا عظمى تدافع عن الإرهاب والتطرف الإسرائيلي بشكل أعمى واسلحتها من يستخدم في المعركة ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله ومستشفياته ، وما هذه الصواريخ والقنابل الهائلة إلا صنع الولايات المتحدة الأمريكية التي فتحت جسرًا جويًا لتسليح الكيان الصهيوني كي يقتل شعبًا مظلومًا منذ مائة عام.
أما الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد فدمه الزكي سينبت وسيسقي وينبت أجيالًا لمائة عام حتى تتحرر الأرض الفسطينية وتقام دولة فلسطينية عظيمة الجذع عاصمتها القدس الشريف، وأخيرً يا أهل غزَّة، ويا أهل فلسطين، نحن لا نبكي عليكم، بل نبكي على أمة عربية وإسيلامية ومجتمع دولي متغطرس كاذب، أما أنتم فمن ماتَ منكم ماتَ شهيداً،
ومن عاشَ منكم عاش عزيزاً ، فلك الله يا غزة العِزة والكرامة ويا فلسطين المجد والثورة والمقاومة، ولا نقول إلا لا حول ولا قوة الا بالله، ستجتمعون في قمة عربية سميتموها طارئة بعد أكثر من شهر على حرب إبادة وتطهير وتهجير في غزة، ونقول لكم نعرف قراراتكم ستبقى حبرًا على ورق لا قيمة لها، وسيبقى المجد لغزة وفلسطين ونقول مرة أخرى شكرًا للمقاومة، فأنت المجد والفخر والسؤدد ، ومنك سنستمد العزم ونحلم بالحرية والتحرر من الإحتلال الصهيوني والغطرسة الأمريكية، والمجد والخلود للشهداء.