كمال زكارنة
العمري اجزم أن طناجر الدوالي والمقلوبة التي تسكبها المرابطات الباسلات في المسجد الاقصى المبارك للصائمين الذين لا يفارقونه، لها تأثير وفعل ضد المحتل، وفي تعزيز صمود المقدسيين والاقصى ، وبقاءه شامخا عزيزا صامدا في وجه المحتلين، اكثر من فعل وتأثير دول كثيرة لا تقدم ولا تؤخر في شيء، ولا حضور لها الا في مناسبات التصويت المختلفة.
المجاهدات المرابطات اللواتي يذدن وينافحن عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وثاني المسجدين وقبلة المسلمين الاولى، يقمن بدور وطني عروبي اسلامي ديني ، وحضاري وتاريخي وثقافي ، لا مثيل له في هذا العالم الذي يفتقد العدالة والانصاف والحق والشجاعة ، عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية والاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية، لكن هؤلاء الماجدات، إذا صرخن ألما من اعتداءات المحتلين ، كما يصرخن في وجوههم دفاعا عن الاقصى، فأنهن يجدن ألف شبيه للمعتصم ، من اخوانهن المصلين في الاقصى المبارك، وهذا ما حصل فعلا ، عندما استصرخت احدى الاخوات، داخل الحرم القدسي الشريف ليلة أمس المتواجدين هناك ، وهي تتعرض لاعتداء مبرح من قبل جنود الاحتلال، حتى هبّ الطبيب الفلسطيني محمد العصيبي الذي حضر من النقب الفلسطيني للصلاة في الاقصى المبارك، وانجدها ودافع عنها إلى أن ارتقى ملاقيا وجه ربه.
العربدة الاحتلالية داخل المسجد الاقصى ، التي تأتي يوميا على شكل الاقتحامات والتقسيم الزماني ، والاعتداء على المصلين والمصليات ، ومنع الآلاف من الوصول الى الاقصى للصلاة فيه في هذا الشهر الفضيل وغيره، والاغتيالات العشوائية ، والاعتقالات والتضييق على المواطنين الفلسطينيين والاعتداءات أيضا على الكنائس ، وجميع دور العبادة الاسلامية والمسيحية، وغيرها الكثير من صنوف التنكيل والتعذيب الوحشي التي يمارسها الاحتلال في القدس تحديدا، يقودنا الى تساؤل مهم، اين المنظمات واللجان والمؤتمرات الاسلامية، وبخاصة تلك المختصة بالقدس، وأين الصناديق التمويلية التي اقرتها القمم العربية لدعم القدس وتعزيز صمود اهلها وتثبيتهم في ارضهم ومدينتهم المقدسة.
لماذا يترك الاردن وفلسطين وحدهما يصارعان هذا الاحتلال البغيض المدعوم أمريكيا واوروبيا، ويغيب الفعل والجهد العربي والاسلامي عن ساحة المواجهة والتصدي للاحتلال، علما بأن المسؤولية عربية اسلامية جماعية لا تستطيع أي دولة الفرار منها.
الطبيب محمد العصيبي الذي جاء الى الاقصى من قرية حورة قضاء رهط في ارض النقب المحتل، والذي تخرج حديثا من الجامعات الرومانية، لبى النداء وارتقى في افضل واقدس مكان، الاقصى، وافضل شهر، رمضان، وافضل يوم ، الجمعة، ضرب مثلا ساطعا في النخوة والشهامة والشجاعة والتضحية لعل الآخرين يتعلمون منه.