د. راكز الزعارير
قبل ربع قرن من الزمن، كان الشعب الأردني على موعد مع الوعد والعهد والعطاء، حيث تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني الأمانة خلفاً للراحل الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه. ينتمي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد، وهو بذلك وارث شرف النسب الشريف والوصي والراعي على المقدسات في القدس بإجماع دولي على هذه الرعاية والوصاية الأمينة على مقدسات الأمة.
والملك وريث النهضة العربية وثورتها المجيدة التي أعلنها شريف مكة الحسين ابن علي طيب الله ثراه، وهو الحفيد الخامس لشريف مكة، والوارث الأمين لمبادئ النهضة التي قامت الدولة الأردنية الهاشمية على مبادئها ورسالتها.
عندما تسلم الملك عبد الله كان عدد سكان الأردن لا يزيد عن الخمسة ملايين من المواطنين، واليوم بعد ربع قرن من الحكم، أصبح عدد سكان المملكة نحو أحد عشر مليونا بزيادة غير طبيعية للتزايد البشري بنسبة ١١٠% بالمئة اي حوالي ٦ ملايين انسان، أربعة ملايين منهم من اللاجئين الذين جاءوا إلى الأردن هرباً من الموت والقتل جراء الصراعات العسكرية المسلحة في بلادهم، والملك عبدالله هو العربي المسلم الذي لا تسمح قيمه وأصالته وشهامته بأن يغلق بابه للمحتمين في حماه من الإخوة العرب والمسلمين، فكانت المملكة على طولها وعرضها خيمة هاشمية لكل محتاج.
حجم عمل وإنجازات الملك في ربع القرن الماضي من تحمله مسؤولية الحكم، فاق حجم عمل قرناً كاملًا من الزمن، حيث يواصل جلالته الليل بالنهار لتعزيز انجازات الوطن وإعلاء البناء والتطوير والتحديث والإصلاح.
لقد وسع الملك حزمة العمل والإنتاج والاهتمام والإنجازات حتى شملت كل مرافق الدولة الأردنية، فعلى المستوى الداخلي؛ طور النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الدولية ومضاعفة الإنتاج المحلي في القطاعات المختلفة، وعلى المستوى الاجتماعي شهد تطوراً وإصلاحاً واسعاً في معالجة جيوب الفقر المدقع وتقديم المساعدات الاجتماعية لكل العائلات المعوزة، ونهضة مشهوده في التعليم الأساسي والجامعي بمشاركة عظيمة من جلالة الملكة رانيا، وكذلك في التأمينات الصحية العامة وخاصة لكبار السن، إضافة إلى الإصلاح الزراعي والخدمات العامة في البنى التحتية.
وحظيت قواتنا المسلحة، جيشنا العربي وأجهزتنا الامنية برعاية خاصة ومباشرة من جلالته، وتم إعادة هيكلتها وتطويرها وتسليحها وتدريبها، حتى اصبحت نموذجا يحتذى عربياً وعالمياً، وأصبح الأردن الدولة المتميزة الآمنة والمستقرة في الإقليم المضطرب بلا نهاية، وفي محيط ملتهب في الداخل والخارج ودول محيطة تعاني الصراعات المختلفة، لا بل تحاول تصدير أزماتها إلى دول الجوار والى الأردن، ولكن بحكمة الملك وبسالة جيشنا وأجهزتنا الامنية بقي وسيبقى الأردن عصياً على كل تلك التهديدات.
ورغم كل هذه التحديات أطلق الملك مسيرته ومشروعه للإصلاح الشامل في الأردن على المستوى السياسي والاقتصادي والإداري»، الذي اصبح يعرف بمشروع ورؤية الملك المستقبل الأردن الديمقراطي والاقتصادي والإداري وشكل لجاناً ملكية يتابع انجازات عملها أولاً بأول.
وعلى المستوى الخارجي تصدرت القضية الفلسطينية محور اهتمامات الملك ، ووضعها على رأس سلم الأولويات للأردن في مختلف الأوساط الدولية ، وآخرها موقف الملك من العدوان الغاشم على شعبنا الفلسطيني الشقيق في غزة والضفة الغربية، حيث كان للملك التأثير الأكبر في تغيير صورة العالم إلى حقيقة ما يحدثه العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
وبجهود جلالته اصبحت المكانة الدولية للأردن في اعلى مستوياتها على الإطلاق، وكلمته مسموعة وذات مصداقية عالية وثقة كبيرة بحكمة ورؤية الملك.
الشعب الأردني والفلسطيني أيضاً وقف ويقف بقوة وتأييد كبير خلف قيادة وحكمة الملك وجهوده العظيمة لبناء مستقبل واعد وأفضل للأردن، وإقامة دولة فلسطين على أرض فلسطين عاصمتها القدس الشرقية.
ويشد عضد جلالته سمو ولي عهده الامين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ورجال الأردن الأحرار وجيشنا العربي وأجهزتنا الامنية الباسلة.
حفظ الله جلالة الملك وولي عهده الامين والأردن وشعبه العظيم، وندعو الله أن يمد بعمر جلالته، وييسر له دائماً البطانة الصالحة النظيفة من ابناء الاوطن، لتنفيذ رؤاه وطموحه في إصلاح وتطوير وبناء الاردن العزيز.