عدنان نصار
الموقف الأردني من التهجير والترحيل.. وهوية فلسطين
الذاكرة السياسية المشتركة بين الأردن وفلسطين، ممتلئة بالمسارات السياسية التي أخذت بريقا، وألقا، وحضورا على كافة المستويات، والمنابر العربية والدولية..في حين، لم تكن وشائج التآخي بين الشعب الأردني، وشقيقه الفلسطيني، إلا ذلك النتاج الطبيعي لمسارات النضال المشترك، والموقف الثابت، والتداخل العائلي، وصولا للعشيرة، وليس إنتهاء بالقبيلة، لتعميق حالة إستثنائية في الترابط، بين شعبين رسما معا خطوط الحلم، والأمل ..أمل الحياة بسلام.
ولعل ما تمنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأردن والشقيقة مصر، يقع في إطار “التوكيد” على المؤكد في الموقف الأردني الرسمي والشعبي، وهو ما لتزم به الأردن سياسيا وأخلاقيا ووطنيا، من منطلق الحرص على الهوية الوطنية الفلسطينية، وحقها الشرعي في دولة وهوية وتاريخ سجل لها بطولات نضالية ضد المحتل الغاشم .
“حماس” التي خاضت بطولات في نزالها مع العدو الصهيوني على مدى 471 يوما من الصمود ، لم تكن في مسار النضال الفلسطيني خارجة عن خط النضال بشقيه العسكري والسياسي ..، ولم تكن حماس مجرد فصيل ، بل هي فصيل رئيسي شبكت مع فصائل فلسطينية أخرى التقت معها بمسار النضال وفكرة التحرر ..، في المقابل لم يكن الأردن أيضا بشقيه الرسمي والشعبي بمنأى في لحظة من لحظات التاريخ عن القضية الفلسطينية، ولا حيد في اي مناسية عربية أو دولية أو ثنائية “أردنية – فلسطينية” عن هذا المسار، بل على العكس تماما ، تعمقت فكرة الدفاع الأردني عن الهوية الفلسطينية أكثر مما كانت عليه ، ولم تتراخى او تتراجع عن هذا الموقف الثابت، في السياسة الأردنية على اعلى المستويات السياسية ، وأقصد بذلك ملك الأردن (الملك عبدالله الثاني بن الحسين) الذي ورث رسالة الدفاع عن اببه الراحل الحسين رحمه الله.
بصرف النظر عن “الجعجعة” التي نخرج من أفواه “مجانين”، اتخذوا من السياسة مطية لتحقيق أجندات على حساب الدم العربي وأحلامه ، وهنا أقصد “امريكا” ورئيسها الحالي “ترامب” الذي يتخذ من السياسة “بزنس”، ومن الإقتصاد يتخذ مسار “الأبراج والفنادق” ..
ففلسطين، ليس برجا او فندقا للغزاة المحتلين، ولا هي أرض عابرة لمقيمين عابرين، يسعى الإحتلال الى تهجيرهم وترحيلهم الى جغرافيا عربية أخرى .
الإشكالية لا تكمن في قبول الأردن او مصر مبدأ التهجير أو الترحيل لفلسطينين، بل هي ابعد من ذلك وأكبر.. هي خطة يسعى الإحتلال بمساندة أمريكا الى فرض هذا الواقع المرفوض أصلا أردنيا وفلسطينيا ومصريا .. ومرفوض عربيا، لأن اي قبول بفكرة التهجير والترحيل، تندرج في خانة “التآمر” على الهوية والقضية الفلسطينية .
الأردن، عبر وبصوت مسموع، عن رفضه لأي مشروع سياسي إستعماري يهدف الى إفراغ الأرض من اصحابها الشرعيبن، وهو رفض غير قابل للنقاش أو المساومة، أو الضغط سواء من أمريكا وإدارتها الجديدة، أو بأي تلويح يحمل أي تهديد للوطن الأردني وهويته.
منظمة التحرير الفلسطينية، تتشارك بالرأي نفسه، وكذلك الأشقاء الفلسطينين، وهو تشارك سياسي ،يستوجب إدامة النضال السياسي المشترك من إبطال أي فكرة تنادي بالتهجير أو الترحيل، ورفض مماثل لأي تحرك من اي دولة، تساند فكرة “الإطاحة” بالهوية الفلسطينية، وقضيتها المقدسة.