بلال أبو الهدى
قال رسول الله ﷺ: “أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكًا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه (الإسلام والمسلمين) تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان”، وهو حديث صححه الشيخ الألباني. تعدّ عسقلان من أقدم المدن المأهولة في فلسطين، إذ دلت الحفريات على وجود حياة فيها منذ العصر الحجري الحديث، وقد ورد في الموسوعة الفلسطينية أن عسقلان بلدة قديمة بنيت في عهد الكنعانيين العرب، وقد عاش كنعانيو فلسطين في العصر الحجري. وهي مدينة فلسطينية أثرية قديمة يمتد تاريخها إلى ما قبل الميلاد بقرون كثيرة، وتطل على البحر المتوسط تقع شمال مدينة غزة. وقد تعاقبت عليها حضارات مختلفة ودخلها الإسلام، ثم احتلها الصليبيون وحررها المسلمون. اشتهر أهلها بالصناعة والزراعة والصيد، وقد شهدت الانتداب البريطاني قبل أن تقع في يد الاحتلال ا ل إ س ر ا ئ ي ل ي سنة 1948، فغير ا ل إ س ر ا ئ ي ل ي و ن اسمها إلى “أشكلون”. ومنذ ذلك الحين و إ س ر ا ئ ي ل تسيطر على المدينة التي شهدت تطورا ونموا وازدهارا نتيجة تركيز الاحتلال على عمرانها وإسكان المهاجرين فيها. مدينة عسقلان ذات موقع إستراتيجي، فهي مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط، تعرف منذ القدم بمينائها البحري التجاري. وتقع عسقلان على بعد 21 كيلومترا شمال مدينة غزة وتتصل بها جنوبا، وتبعد مسافة 56 كيلومترا عن تل أبيب، وتتصل شمالا بمدينة يافا عبر خط مواصلات رئيسي، وتحيط بها أراضي حمامة وبيت داراس والجورة ونعليا وجولس وبيت طيما وكوكبا والسوافير الغربية. وترتفع مسافة 50 مترا عن سطح البحر. وتقع مدينة أسدود شمال عسقلان، أما مدينة القدس فتقع في الجهة الشمالية الشرقية من عسقلان وتبعد عنها ما يقارب 64 كيلومترا. وتبلغ مساحة مدينة عسقلان نحو 48 كيلومترا مربعا. فهل ما يحدث الآن من أحداث بين الأجنحة العسكرية لحركة ح م ا س وحركة ا ل ج ه ا د الإسلامي في غزة وبين قوات دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي هو ما تنبأ به رسول الله ﷺ عن رباط عسقلان؟!.