الدكتور محمد القرعان
يذكر التاريخ في صفحاته ما يصنعه الملوك والحكام، ومنذ تولي الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الحكم في السابع من شهر شباط 1999م، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. والأردن يشهد انجازات كبيرة وفي كل المجالات رغم الظروف المحيطة والتحديات الصعبة؛ وقد دون التاريخ إنجازات الملك وباتت تدرس في المدارس والجامعات الأردنية..
ومنذ تولي جلالته العرش، وهو يسير ملتزما بنهج والده الملك الحسين طيب الله ثراه، نحو مزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية وتعزيز روافع التعليم والصحة، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين.
وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري في العالم من أجل السلام والاستقرار الإقليمي. وقد انضم الأردن في عهد جلالته، لكثير من منظمات التجارة العالمية ، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات مع اكثر من 16 دولة عربية واجنبية، مما أرسى أساسا صلبا لإدماج الأردن في الاقتصاد العالمي. وسعي جلالته في تعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي، ويعمل جاهدا لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
ومن أبرز الإنجازات التي سجلت في عهد الملك عبدالله دستور جديد للأردن في عام 2011 يتوافق مع النظم الديموقراطية، في إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني وما انتجته عملية التحديث السياسي على الابعاد الثلاثية (السياسية ، والاقتصادية ، والادارية) وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام.
وقد عمل جلالته دون كلل على تقدم الحريات المدنية، جاعلاً الأردن واحدا من أكثر البلدان تقدمية في الشرق الأوسط. كما عمل جلالته باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة وللشباب ولذوي الاحتياجات الخاصة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
وفي عهد جلالته الميمون تحطم امام صلابة الاردنيين وحسه الامني كل اشكال الارهاب الذي كان يضمر الشر لكل أبناء الوطن مدعوما من الجماعات المتطرفة خاصة عصابة داعش الارهابية، فمنذ تولي الملك قيادة البلاد، بذلت الدولة الاردنية جهودا كبيرة فى ملف مكافحة الإرهاب على كثير من الأصعدة الداخلية وأيضا الخارجية، والتى جعلت الاردن فى مقدمة الدول التى تكافح الإرهاب وجميع اشكال التطرف، وكانت نموذجا لكل دول العالم فى الحرب على العصابات الإرهابية والتعاون مع دول العلم في سبيل دحر اوكار الارهاب، والتى سعت بتمويل ودعم من دول معادية للنيل من مقدرات الدولة الاردن، إلا أن مخططاتهم باءت بالفشل. حروب ومواجهات عديدة قادتها الدولة ، للحفاظ على الشعب ، الذى وقف بجوار مؤسساته وجيشه وقيادته الهاشمية من أجل محاربة تلك العصابات الإرهابية التى حاولت تنفيذ مخططاتها التدميرية، إلا أن الجهود والتحركات التى قامت بها الدولة أوقفت جميع تلك المخططات الإرهابية، وكبدت تلك الجماعات خسائر عديدة طوال تلك السنوات حتى يشعر الاردنيون أنهم آمنون في دولة القانون والاستقرار ، كما أطلق الاردن العملية الشاملة للقضاء على عصابات المخدرات، ونجحت في تجفيف منابع كثيرة لهذه العصابات هنا وهناك وأدت لتراجع هذه الهجمات المتطرفة وذلك بفضل الجيش وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية (العيون الساهرة) لحماية الدولة ، وهو ما حقق نتائج كبيرة وبإشادات العديد من المنظمات والعالم. ففي كتاب جلالته بعنوان (فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في وقت الخطر )هو كتاب باللغة الإنجليزية مترجم لللغة العربية وبثمان لغات عالمية أخرى ألفه الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، يعرض فيه رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي. يأتي الملك على رؤيته الداخلية فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي والسياسي في الأردن، وسياسته منذ توليه العرش لدفع التنمية الاقتصادية، حيث يعتبر أن وجود طبقة وسطى قوية ومستقرة هو من أهم روافع التنمية الاجتماعية، وإذا ركزنا على البرامج الاقتصادية التي تؤدي إلى توسعة الطبقة الوسطى استطعنا بذلك تقوية الأسس التي تدفع إلى بروز منظمات مجتمع مدني يمكنها مراقبة الحكومات وتقويم أدائها ومحاسبتها وبالتالي وضعها تحت ضغط الرأي العام لجعلها أكثر شفافية.
ويتحدث جلالته عن حلمه في بينليوكس بين الأردن وفلسطين وإسرائيل، لكن هذه الرؤى الحالمة تبقى أشبه بالسراب إن لم يكتب لها قادة سياسيون يمتلكون جرأة صنع السلام. ويضيف جلالته بأنه من أجل مصلحتنا ومستقبلنا جميعاً في هذه المنطقة، يجب أن ندعو العلي القدير لكي يعيننا على تجاوز أحقادنا وشكوكنا التي أبقتنا منقسمين طوال هذه السنين.