أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
أجمع المؤرخون على أن البابليين هم أول من قاموا بتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام، لاعتقادهم أنه يماثل أطوار القمر التى تستمر سبعة أيام، وقد يكون مماثلا لعدد الأجرام السماوية التى عرفت آنذاك وهي؛ الشمس، القمر، عطارد، زهرة، المشتري، المريخ وزحل. ومنذ فجر التاريخ اتفق البشر على أن الوقت يسير بنفس الطريقة، 365 يوما للسنة، تتوزع على 12 شهرا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة:36))، كل شهر فيه أربعة أسابيع، والأسبوع يتكون من سبعة أيام، الجمعة، السبت، الاحد، الاثنين، الثلاثاء، الاربعاء، والخميس، لكن من أين جاءت تسمية أيام الأسبوع بهذه الأسماء، وكيف توصل سكان العالم إليها مع العلم أن السنوات والأشهر تم تقسيمها بناءً على تقلبات الأرض والشمس والقمر، ولا يوجد سببًا واضحًا بتقسيم الأسبوع إلى 7 أيام. وبحسب كتاب “الانواء والازمنة ومعرفة أعيان الكواكب في النجوم” تأليف عبد الله بن حسين بن عاصم الثقفي، وأطلق البابليون على كل يوم اسم من أسماء الكواكب المعروفة لديهم وعددها سبعة، فكان زحل يطلق عليه السبت، والشمس يطلق عليه الأحد، والقمر يطلق عليه الاثنين، والمريخ الثلاثاء، وعطارد الأربعاء، والمشترى الخميس، والزهرة يطلق عليه الجمعة، وحتى اليوم يعد هذا التقسيم البابلى هو الدارج والمتبع فى جميع دول العالم حتى يومنا هذا، لكن الاختلاف الوحيد بين البشر بالنسبة للوقت هو فى ترتيب هذه الأيام، التى اختلفت بين حضارةٍ وأخرى بناءً على أيام معينة يتم تقديسها. والجدير بالذكر، أن أيام الأسبوع عند العرب القدماء، كانت تبدأ بيوم الأحد، وهنا سنعرض عليكم أسماء أيام الأسبوع السبعة عند العرب القدماء، وسبب تسميتها فى ذلك الوقت. يوم الأحد: الأول وذلك لأنه يفتتح أيام الأسبوع، ويُعد أول هذه الأيام، ومنه يبدأ العد فى هذه الأيام حتى آخرها. يوم الاثنين: الأهون أو الأوهد وهو ثانى أيام الأسبوع، للدلالة على سهولة مرور هذا اليوم، ولأنه كان يُعتبر خفيفاً وسهلاً بالنسبة إلى باقى الأيام.
يوم الثلاثاء: الجُبار والذى يأتى فى منتصف أيام الأسبوع، كان يدعونه العرب بـ”الجُبار” لأنه جُبر فيه باقى أيام الأسبوع وذلك لانتصافه في ترتيب الأيام، فكان كأنه حلقة الوصل بين بداية ونهاية أيام الأسبوع. يوم الأربعاء: الدُبار رابع أيام الأسبوع، وقد تم تسميته بذلك لأنه جاء بعد اليوم الذى تم من خلاله “جَبر” أيام الأسبوع، وقال العرب القدامى أنه “دَبُرَ ما جُبِرَ به العدد”، أى جاء بعده وتبعه، وكلمة “دبر” معناها ما تلا أو تبع أمر ما. يوم الخميس: المؤنس تعبيراً منهم بأنه اليوم الذى يأتى قبل نهاية الأسبوع، وهو اليوم الذى يميل فيه الناس إلى الإستمتاع ببعض الملذات والفرح، فهو اليوم الذى “يؤنس” فيه الناس من تعب أيام العمل السابقة (ليلة خميس). يوم الجمعة سادس أيام الأسبوع عند العرب، واليوم قبل الأخير، فقد كان يوم الجمعة، الذى أطلقوا عليه فى ذلك الوقت اسم “العروبة”، وهو مُشتق من كلمة “الإعراب” بمعنى “الإفصاح”، ويرى عدد من المؤرخين، أنه كان قد تم اشتقاق اسمه من كلمة “العرب”، وذلك تمجيداً واحتراماً لهذا اليوم، الذى لطالما كان يوماً له أهمية وقدسية كبيرة عند العرب. يوم السبت: شِيار آخر أيام الأسبوع وسابعها، فهو، الذى كانوا يطلقون عليه اسم “شِيار”، أى بمعنى الشيء الذى تم أخذه من مكانه، وإظهاره فى مكان آخر. فالسبت اليهودي هو يوم أسبوعي من الراحة، من غروب الشمس يوم الجمعة حتى ظهور ثلاث نجوم في السماء ليلة السبت (يقول اليهود: أن الرب خلق السموات والأرض في ستة أيام من الأحد-الجمعة وفي اليو السابع وهو السبت ارتاح من العمل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (هود:7)). ويطبق أيضاً من قبل أقلية من المسيحيين، مثل أتباع اليهودية المسيحية والسبتيين. وهناك تسعة وثلاثون نشاطاً محظوراً يوم السبت مدرجة في تراكتات شبات في التلموذ. في الغالب تبدأ طقوس السبت من خلال إضاءة الشموع قبل وقت قصير من غروب الشمس، في قوانين هالاخاه تتغير الأوقات أسبًوعيا وجغرًافيا. فكانت معركة “طوفان الأقصى” يوم السبت الموافق 7/10/2023 وهو عيد عند اليهود اسمه “عيد الغفران” ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.