ابراهيم غرايبة
إبراهيم غرايبة
تقابل الأعمال والاتجاھات الرثة في الأسواق والمؤسسات منظومة واسعة من الأعمال والاتجاھات الإیجابیة والمقدور علیھا من غیر موارد إضافیة. وكما تكون أعمال بأجر او تدر دخلا لكنھا رثة وتلحق ضررا بالاقتصاد والتنمیة وأسلوب الحیاة فھناك اعمال كثیرة جدا بأجر او بلا اجر تعزز التنمیة والإصلاح وتحسن الحیاة والأعمال والأسواق.
یتبادر إلى الذھن فورا اعمال الأسر وربات البیوت والعمل التطوعي والخدمة العامة. فالأسرة مؤسسة عمیقة وفاعلة في التنشئة والتعلیم والتنظیم الاجتماعي والاخلاقي والسلامة العامة.. وقد حان الوقت لاعتبار العمل الأسري عملا منتجا مشمولا بالضمان الاجتماعي.
ویمكن الحدیث عن اتجاھات اقتصادیة واجتماعیة أخرى كثیرة یمكن ان تضاعف الناتج المحلي وتعزز الاعمال والاسواق والإنتاج.
فالصحة العامة بما ھي المورد الاكثر أھمیة في العمل والإنتاج والاستثمار تقوم اساسا على اتجاھات وانماط حیاة أكثر مما ھي طب وعیادات ومستشفیات ورعایة صحیة.. النظافة والتغذیة الجیدة ھما العاملان الاساسیان في بناء المناعة والحمایة من الأمراض والعیش في صحة جیدة ولعمر طویل. وفي مقدور جمیع المواطنین الیوم التزام برامج وأعمال تحقق تغذیة جیدة ونظافة شخصیة وعامة في حیاتھم الخاصة وأسرھم وذویھم وفي سلوكھم في الفضاء العام. ولنتخیل الوفر الممكن تحقیقھ بالتزام العادات الصحیحة والغذائیة الجیدة والملائمة وممارسة الریاضة وتجنب العادات والأغذیة غیر الصحیة. فكثیر من امراض السمنة والسكري والشیخوخة والعجز المبكر والخرف وضعف المناعة والاعیاء العام یمكن تجنبھا او التخفیف منھا. وفي ظل صحة جیدة لن یكون حاجة لكثیر من الإنفاق الشخصي والعام على الصحة والمرض والدواء. وتقل الاجازات المرضیة وحالات مراجعة العیادات والمستشفیات وتسوس الأسنان والھزال وسوء التغذیة والتقزم.. ما یقلل كثیرا من الھدر ویزید الفاعلیة والانتاج والشعور بالرضا وفرص العیش الكریم بما ھو ھدف كل الجھود العامة والخاصة في الاقتصاد والسیاسة والاجتماع.
وتستطیع الحكومة التوسع في برامج التغذیة في المدارس. فھذا یساعد كثیرا في تزوید الأجیال بالاحتیاجات الغذائیة اللازمة لنمو صحي وسلیم.
وفي مقدور المواطنین جمیعھم بلا استثناء ان یعلموا انفسھم على نحو مستمر ومتواصل في مجالات عملھم وتخصصاتھم او مجالات أخرى تحسن فرص ارتقائھم بعملھم وحیاتھم وزیادة مواردھم. فقد جعلت الشبكیة التعلیم المستمر والتدریب واكتساب المعرفة والمھارات في جمیع الاعمال والتخصصات ممكنا وبتكالیف مقدور علیھا كما یمكنھم العمل والتسویق من بعد من خلال الشبكة.. وفي مقدورنا الیوم ان نحول الشبكة إلى اسواق ومدارس وجامعات عظیمة وفاعلة تطور الاعمال والصادرات ومشاركتنا العالمیة على نحو إیجابي وان نعرف بأنفسنا ومواردنا وننشئ علاقات مھنیة وتجاریة واعمالا مختلفة وكثیرة جدا یصعب في ھذه المساحة الحدیث عنھا لكن ارجو ان اعود إلى ھذه الفكرة في مقالة مستقلة.
ھكذا سیكون في مقدور الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الاجتماعیة والاقتصادیة بناء شراكة فاعلة وكبرى مع الحكومة في تطویر التعلیم والصحة والرعایة الاجتماعیة. وھي التحدیات الرئیسیة التي تواجھنا في الاصلاح والإنفاق العام.
ویمكن للفضائل الاجتماعیة مثل الوعي والثقة والإتقان والأمانة والسلوك الاجتماعي ان تعزز الأسواق والأعمال اذ ان الاقتصاد الشبكي یقوم اساسا على الثقة. كما أنھا تقلل كثیرا َمن الھدر والأزمات والضغوط وبخاصة في قیادة المركبات والأزمات والحوادث المروریة والعلاقات الشخصیة والاجتماعیة وتنظیم الأحیاء السكنیة والمرافق العامة. كما تفید بفاعلیة في تنظیم العلاقات التجاریة والمھنیة المعقدة. وتقلل من الحاجة إلى التقاضي في المحاكم.