احمد سعد العنانزه
في الأوّل من تمّوز عام 1987م ، التحقت في مدرسة القوّات الخاصّه ، لأعمل مدرّباً للمظلّيّن ، وقد صادف في ذاك الوقت تدريب الدّفعة الأخيرة من ضبّاط الكلّية العسكريّة الملكيّة ، والفوج الأوّل من جامعة مؤتة / الجناح العسكري ، وللعلم الفوج الأخير من الكلّيّة العسكريّة هم أنفسهم من أنهيت وإيّاهم الدّراسة الثّانويّة العامّة عام 1985م ، فشاء القدر أن أكون مدرّباً لهم في دورة المظلّيّن ، وأذكر منهم حينها العقيد المتقاعد أحمد محمود أبو جازوه ، والعقيد محمّد مصطفى سليم العسّولي ، ومن تلاميذ مؤته المقدّم فيصل عبدالله أبوعبيله ، ذكربات لا تغيب عن الذّاكره ونحن نستذكر رئيس المدرّبين آنذاك العقيد الرّكن المظلّي حسين عقله العموش ، والّذي أدمى القلب رحيله هذا اليوم ، بعد أن نعى نفسه بنفسه ، وترك آخر تعابيره في الحياة وهو في النّزع الأخير ، ذلك الرّجل الأسمر يترجّل البوم ويصافح الموت بكلّ رباطة جأش ، وكأنّي به كما كنّا نصافح سلّم الطّائرة للقفز غير آبهين بالموت ، نتّقد حماساً وعنفواناً ، ولسان حالنا يقول:
من لم يمت بالسّيف مات بغيره ،،، تعدّدت الأسباب والموت واحد
رحمك الله بواسع رحمته ، وأسكنك فسيح جنّاته ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، سلامٌ عليك ونحن نستذكر كلماتك الأخيرة ، الّتي تركت أثراً عميقاً في النّفس ….
بسم الله الرحمن الرحيم…
الى رفاق السلاح..الى الكاب العنابي الذي توج جباهنا بالعز ..القوات الخاصة…
الى الارض التي عرفت وطأتنا… الى الغيمات التي عرفتنا في السماء…
الى الوطن الحب الذي خبرناه….
الى العسكرية التي خبرناها الماء والهواء..السهول والوديان..الجبال في صولات المجد وحب الأوطان…
الى احبتي من صحبتهم مدى العمر والكفاح…
اليوم حين تنشر هذه الحروف اكتب اخر كلماتي..اخر همساتي و نبضاتي..اكتب وداعي و بقائي الى جانبكم في الذكرى و الذكريات..في المواقف الحرجة وحين تظهر فيها الرجال..
رفاقي..أبنائي ..بناتي..زوجتي الحبيبة و اخواني السند…اودعكم اليوم بأحر الحروف و ما تملكني من مشاعر..اواري الثرى هذا اليوم و وصيتي الى ابنائي ان تنثر هذه الوصايا معطره بالشيح والقيسوم..فوق الجبال وعند اشجار البلوط..وصيتي حافظوا على الوطن و التراب..حافظوا على بلادكم و اهليكم..حفظها وحفظكم الله..دافعو عنها صفا لا يفرقه احد و علما لا يدنس ابدا ابد…احبتي..انعي نفسي بنفسي، متصالحا مع الموت و الرحيل..فهو سنة الحياة و الوجود فلا يخلد عليها الا الكريم الودود…اودع الشوق والكد والتعب..ارتب كل ذكرياتي و دعائي ان تب علينا يا الله واحسن مثوانا امين امين امين.الراحل الى جوار الغفور الرحيم..العلي العظيم..العميد الركن المتقاعد قوات خاصة حسين عقلة عمير العموش….
تنقل بتصرف من ابنائي اليكم …
ان لله وانا اليه راجعون