عاهد الدحدل العظامات
في عيون الشباب
عاهد الدحدل العظامات
في عيونهم دمعة تُدمي القلب , حسرة تُقشعر لها الأبدان , وجع يؤلم , إحباط لا إحباط يماثله , ضياع ما بعده ضياع. حتى أصبح الواحد منهم يعيش الموت في كل يوم ولحظة يكون فيها عاجزاً عن شراءِ سجائره , فارغة حياته من كل شي كما فراغِ جيبه من النقود. فلم يعد ينوي بناء بيته الذي كان يحلم فيه في طفولته لانه لا يملك وظيفة يحصل من خلالها على راتب شهري يساعده في بناء مستقبله لبنى لبنى كما تُبنى لبنات بيته الواحدة فوق الإخرى , أيضاً لم يعد يفكرُ في الزواج كما كان يحلمه منذ الصغر من الأنسانه الذي أحبها أحبته وعشقها وهي كذلك فلطالما تمنّا وجودهما في الحياة سويا فهي الاخرى التي عنّست في بيت أهلها تريد مؤجل ومؤخر وذهب وملابس ومكياج وفستان لم يلبسه أحد وحفلة لا مثيل لها لتفاخر نفسها أمام صاحباتها… وما قبل ذلك وفي فترة الخطوبة لا بد من إقتنائها تلفون لأول مرة يحصلُ لها الشرف وتلمسه غير ذلك أيضاً لا بد من مصروف شهري والتكفل بكل ما يخصها ومما تحتاجه وبعد الزواج بالتأكيد ستحتاج لحياة كريمة يُوفر لها كل ما يلزم وما لا يلزم وإلا لما إكتملت القصة الغرامية بينهما , لأن في زماننا هذا من الصعب أن تجد مواصفات إنسانه تشاركك كسرة الخبز بالماء الا من أحبك بصدق وتقبل وضعك عن قناعة ولا ألوم كل من يفكر قبل أن يقرر لأن الزواج قصة أبدية ان دامت ولأن الفقر ذُل ومن قال غير ذلك فقد كذب والكذاب وين يروح يا هلالة (هاااااااء يخي والله مدري بس على ما أظن وخوف الله أنه ع النار يم كرفته) شاطرة يا هلالة أبدعت.
ولكن من أين والعريس نفسه لا يملك في جيبه خمسة قروش ليشتري بها “علكة شعراوي” هاي ام الخمس حبات بشلن… في زمن أصبحت فيه العلكة ام قرش مصدّي أغلى من كرامة إنسان. فخورين بأن معدلات البطالة في الاردن وصلت لمعدلاتها التاريخية في السنوات الماضية كما ذُكر في تقرير المرصد الاقتصادي لمنظمة الشرق الأوسط وشمال افريقيا , فخورين بهذا الإنجاز الذي سيُسجل في كتب فشل للمسؤل الاردني في تدبير حياة المواطن وتوفير سُبل العيش ذلك الذي يتلذذ بسماعه آهاهات أوجاعنا ويستمتع في صرخات أصواتنا ويجعل من دموعنا كأساً يُنسيه همومنا.
يا إلهي كيف أنهم يتلذذون بإهانتنا , بتعذيبنا , بتشريدهم لآمالنا وأحلامنها التي ما عادت أحلامنا ولا آمالنا هي آمالنا… يا إلهي كيف أنهم يزيدون الوجع فينا أكثر وأكثر عندما يتبجحون في قولهم أن القادم أجمل والمستقبل مشرق , والواقع من بشاعته يُخيف والعيونُ ما عادت ترى أمامها إلا الظلام. فأخبروني باللهِ عليكم كيف سيكون القادم أجمل والمستقبل سيشرق وأنا الذي مذ نعومة أظافري أسمع هذه الجمل الذي صدقها عقلي حتى أصبحتُ شابا وبات القادم حاضر والمستقبل هو اليوم فكُذب الذي صُدق..
أرجوكم , ثم أرجوكم , ثم أرجوكم عندما تخاطوننا خاطبونا على أننا شباب ما فيهم من لا يدرك مفهوم الكلام فحتى الجانُ فينا أصبح يعلم عن كذب أقاويلكم.
وهم أطفال كانوا لا يرون إلا الأمل لغد مشرق وعندما أصبحوا شباب باتوا لا يرون شي في غد أتى ولم يشرق بعد…فهل عرفتموهم…؟؟؟