اسعد العزوني
لا أدري من هو صاحب قرار نقل القس سامر عازر ،قسيس الكنيسة اللوثرية في عمان،إلى القدس المحتلة وفي هذه الظروف بالذات ولكنني علمت لاحقا أن هذه هي رغبة مطران الكنيسة في القدس ،ولا أدري أيضا ما هي أسباب هذا القرار الجائر المجحف بحقنا نحن أصدقاء وأحباء هذا القس المؤمن ،صاحب البصمة الإيمانية ،المنتمي لأمته ووطنه وقيادته الهاشمية التي وفرت له مساحة من الحركة تتسع لطموحاته وأمانيه وما أوسعها.
كل ما أعرفه وأدركه هو أن قرار نقله من عمّان إلى القدس المحتلة ،قرار مرفوض من كافة العمونيين مسلمين قبل المسيحيين ،وحتى من قبل العلمانيين ،فنحن نراه ليس رجل دين فاضل فحسب،بل داعية سلام ومحبة يبعث الحوار معه على طمأنينة النفس،وينعش فيها سؤددها،فهو شاب نبيل يتصف بصفات القديسين الأتقياء الأنقياء الذين نحتاجهم في هذا الزمن حالك السواد ،الذي خلق قلوبا خاوية لا إيمان فيها.
صحيح أن القس عازر شاب،وأن من صفات الشباب عدم الإتزان،لكننا أمام شاب تفيض منه الحكمة ،ويعشش فيه الأمل ،وهو رجل دين وطني وقومي بإمتياز،وكأن الله جل في علاه خلقه فقط من أجل أن يكون رجل دين مختلف، مثقف ويكن الحب للجميع ،ويقبل الآخر ويقبله الآخر،ويترك بصمة أينما حل ،وتكون كلماته نبراسا لمن ضل الطريق،ومن يعرفه عن قرب يكتشف عمق إنسانيته وصدق توجهه.
يحمل القس الشاب سامر عازر قلبا مؤمنا ونفسا عزيزة وشعورا صادقا ومحبة لا تجارى للجميع ،ومن حمل هذه الصفات فإنه مكتوب عند رب العباد من المؤمنين ،الذين سيجتمعون يوم الدين مع الملائكة والنبيين والصديقين،وهو يرقى إلى مرتبة القديس.
يحظى القس سامر عازر صاحب الإبتسامة النقية والقلب الصافي والنفس الأمارة بالخير،بمحبة الجميع كما أسلفت ،وهذه من صفات من يحبهم الله ،فهو الذي أرسى قواعد العيش المشترك في الأردن ،في وقت رأينا فيه الأنياب السامة تقطر سما ودما ،كما أنه أرسى قواعد وعادات التنوير في محاضرة خيمته التنويرية في الكنيسة ،وكان لي شرف المشاركة فيها بمحاضرتين :الأولى بعنوان الشرق الأوسط الكبير والثانية بعنوان صفقة القرن.
تجمع هذه الخيمة كل يوم سبت خيرة الخيرة من المثقفين الأردنيين مسلمين ومسيحيين ،الذين يخلقون حالة إشتباك ثقافي حواري علمي هاديء هادف وموضوعي،تختلف عن الإشتباكات الثقافية في المحافل الأخرى، التي تنتهي بفراق وكراهية،ويعود الفضل في ذلك لأخينا وصديقنا وحبيبنا القس سامر عازر.
لكل هذه الأسباب ولنقائه وصفائه وصدق نواياه وولائه وإنتمائه ،فإننا نكرر رفضنا لنقله إلى القدس المحتلة ،ونعد هذا القرار القرار الجائر مؤامرة تحاك ضد الكنيسة اللوثرية في الأردن،ومخططا مشبوها لتقييده ومنعه من الإستمرار في حمل رسالته الإيمانية التنورية النقية البعيدة عن أي إنحراف.