كمال زكارنة.
اعلنها سموتريتش وزير المالية في حكومة نتنياهو،والمسؤول عن الضفة الغربية المحتلة،والذي يتحدث بلسان نتنياهو ،اعلنها بصراحة ووضوح ،ان استعادة الاسرى الاسرائيليين الاحياء والجثث منهم ،لا تشكل الهدف الرئيسي والاساسي للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة،واستمرار الحرب والحصار على القطاع.
قطع هذا الارهابي الفاشي العنصري ،الشك باليقين ،وهو يوجه كلامه للرئيس الامريكي ترمب،وللمحتجين من الاسرائيليين على رفض حكومة نتنياهو المضي في صفقة التبادل، والاتفاق الذي تم التوصل اليه ،وانسحب منه نتنياهو واوقف العمل به.
تصريح سموتريتش يعتبر الضربة الثانية التي توجهها حكومة نتنياهو للرئيس الامريكي ترمب في غضون ايام قليلة،الضربة الاولى كانت محاولة قتل الاسير الاسرائيلي الذي يحمل الجنسية الامريكية عيدان الكسندر،وهي في المحصلة رسائل للرئيس ترمب،مفادها ان حكومة نتنياهو ماضية في عدوانها وليست معنية بتحرير الاسرى الاسرائيليين ،رغم الاهتمام الكبير والحرص الشديد ،الذي يبديه ترمب من اجل اعادة اؤلئك الاسرى،كما انها تعتبر صفعة قوية في وجه الرئيس الامريكي من حكومة الاحتلال.
هذا يعني ان اهداف العدوان الاسرائيلي نقصت هدفا رئيسيا واساسيا،وهو استعادة الاسرى الاسرائيليين،الامر الذي يعني تراجعا اسرائيليا واضحا عن تحقيق هدف رئيسي معلن مسبقا للعدوان على قطاع غزة،وهذا اقرار صريح بالهزيمة والفشل في تحقيق اهداف العدوان،واذا كان هدف تحرير الاسرى الاسرائيليين تغطية اعلامية للعدوان ،وخدعة عسكرية ونفسية ،وكذبة مدبرة ومخططة على الاسرائيليين،فان ذلك يعني ان نتنياهو وحكومته كذبوا على الاسرائيليين 18 عشر شهرا متواصلة وخدعوهم كل هذه المدة،مما يعني ان الثقة بين الشارع الاسرائيلي وحكومته تقلصت كثيرا ،واصبحت على وشك السقوط .
استراتيجية نتنياهو تقوم على الاستعداد لمواصلة العدوان العسكري على قطاع غزة،لو تطلب ذلك استمرار الحرب عشر سنوات اخرى او اكثر،حتى يستأصل ويجتث المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة،وتفريغ القطاع من سكانه وتسويته بالارض ،واخراجه من الحياة بشكل نهائي وكامل، ان استطاع .
اما الاهداف الاخرى التي يتحدث عنها ،فهي للتغطية على هذه الاستراتيجية واطالة امد العدوان ومواصلة الحرب .
ولا بد من الاشارة هنا ،الى ان القنابل الضخمة المخصصة لضرب وتدمير الاهداف العميقة والمحصنة تحت الارض والانفاق،التي زودت الادارة الامريكية اسرائيل بها اخيرا،تهدف الى قصف قطاع غزة في مرحلة قادمة ،وليس لمهاجمة اهداف نووية ايرانية ،خاصة اذا نجح ترمب والشارع الاسرائيلي بالضغط على نتنياهو من اجل اتمام صفقة التبادل ،وعاد الاسرى الاسرائيليون الاحياء والاموات ،فان اسرائيل سوف تحرق قطاع غزة وتجعل منه اثرا بعد عين.
لذلك يجب الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي المستمر على الضفة والقطاع والقدس،وعدم الفصل بينها،ولا يجوز التعامل مع فلسطين المحتلة بشكل مجزأ ومقسم ومقطع الاوصال.
نتنياهو يريد ان يصحو يوما ،وقد غاب قطاع غزة عن كوكب الارض،وبالنسبة له اي تنازلات تقدمها المقاومة الفلسطينية ليس لها قيمة او اهمية ،ما دام هناك اي شكل من اشكال الحياة في القطاع،لذا تجده كلما حصل على تنازل يطلب تنازلا اكبر،حتى تفشل المفاوضات ويمنع التوصل لاتفاق كامل وشامل.
