تعد الازمه العالمية التي تتسلل الى دول العالم وعواصمها ومدنها هي الأخطر منذ زمن بعيد وكما اجتاح فايروس كورونا المستجد حواجز المكان والزمان والعادات والتقاليد فان هناك دعوات للتوجه لادارة الاعمال عن بعد وفي كافة المجالات و تبني موضوع العمل المرن (العمل عن بعد) وهو نظام عمل يقوم فيه العامل بتأدية واجباته من مواقع مختلفة خارج اماكن العمل المخصصه.
والعمل المرن لايعني بالمجمل فقدان محتوى الموضوع بل على العكس من ذلك سيكون هذا النوع من العمل مجدي ويوفر بعض الموارد البشرية والماديه وعند تطبيق هذا الاسلوب فاننا سنوفر تكاليف التنقل بين المناطق البعيدة والمدن الكبير و توفير تكاليف استقطاب الموظف نفسه ووصوله الى مكان عمله فهذا الاسلوب قد يستفيد منه اكثر من طرف ( الموظف والمنشأه).
وهنا بالاردن تم تفعيل العمل المرن من خلال وزارة العمل بأشكاله كافة في القطاع الخاص (العمل عن بعد، العمل ضمن ساعات مرنة، والعمل ضمن أسبوع العمل المكثف ) مع ملاحظة أن التفعيل لا يحتاج موافقة الوزارة وتعديل الأنظمة الداخلية للمؤسسات المختلفة في الوقت الحالي، والاكتفاء بموافقة صاحب العمل والعامل نفسه مع ضمان استدامة عمل المؤسسات المختلفة، حسب رؤية أصحاب العمل على ألا يؤثر كل ذلك على أجر العامل الحالي.
وبعد تبني موضوع التباعد الاجتماعي والعمل المرن ( العمل عن بعد ) فاننا سنحصد نتائج منها : – التخلص من البيروقراطية بحيث ان القرارات التي كانت تحتاج الى اشهر ومن خلال تطبيق هذا الاسلوب سيتم تطبيقها بأسرع وقت وبغمضة عين . – التحول سيكون من صالح الناس اجمالا بحيث يوفر عليهم الوقت والجهد والمال. – بعد تطبيق نظام الاتمته فاننا نسعى الى التقليل من استخدام الورق والملفات. – صحيا المساعده في تأمين الادوية وتوفيرها عن طريق اقرب مركز صحي بدلا من الزام المريض نفسه بالحضور الى المركز الرئيسي.
وكما ان لأزمة كورونا جوانب سلبية كبيرة ومتعدده قد لا تعد لكثرة تشعبها واردتداداتها، فان لها بالمقابل ايجابيات لا تحصى فهي توقض البشر من غفلاتهم واستنزاف طاقاتهم وتساهم في التشجيع على الابتكار والابداع من خلال تولد نماذج عمل جديده غير الروتين وستكون هنالك ابتكارات وحلول للاستفاده من الازمه بما يخدم المصلحه العامه للدول والشعوب على حد سواء. فهناك مجالات متعدده للاستفاده من العمل المرن منها الاستفاده من شبكات الانترنت المتعدده والمتاحه وايضا التخلص من روتين الذهاب الى المكاتب واماكن العمل والاكتفاء بانجاز العمل من المنزل. ناهيك عن الاستفاده منها في المجال التعليمي من خلال استغلال منصات التواصل الاجتماعي ومنصات التعليم عن بعد وهنا فرصه للاستغناء عن التلقين والاستعاضه عنه بالاسلوب التفاعلي وقد تتوسع مجالات الاستفاده من خلال توثيق عمليات التصحيح والرقابه والتقييم الكترونيا. ومن يعتقد بان العالم سيعود الى ما كان عليه قبل كورونا سيكون واهما و متخلفا عن باقي دول وشعوب العالم وعلينا ان نفكر في تطبيق اساليب وافكار ريادية كي لا نستنزف الكثير من الموراد البشرية والمادية، لذا نحن الآن مطالبون بسبب هذا للانتقال بالتفكير والعمل من مرحلة (التقليل من الخسائر الصحية وزيادة الخسائر الاقتصادية ) إلى مرحلة ( الخروج بأقل الخسائر الصحية مع ضمان استدامة عجلة الاقتصاد ) كما وعلينا ايضا تحويل التحديات الى فرص والاستفاده من استثمارها للوصول الى شيء جديد واسغلالها الاستغلال الامثل لكي نتجاوز هذه الفتره وبأقل الخسائر.
واننا كمواطنين واصحاب مصالح يجب ان نعزز مفهوم المواطنة الحقيقية والانتماء للوطن ونتعاون جميعا للوصول بالوطن والمواطنين الى بر الامان من خلال تنفيذ ما يطلب منا من اساليب جديده وتطبيقها على ارض الواقع وبكل حرفية، لنتمكن من ادارة هذه الفترة الحرجه التي يرجح امتدادها وفقا لأفضل السيناريوهات الى ثلاثة أشهر وبأقل الاضرار.
حمى الله الوطن ومؤسساته وقيادته وشعبه من كل مكروه .