كمال زكارنة
لا تجلدوا المقاومة ولتكن عبرة مفيدةقبل ان نفكر بنجاح عملية عسكرية امينة، اسرائيلية امريكية بريطانية المانية فرنسية عالمية ،بتحرير اربعة اسرى اسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية،، كانوا في مخيم النصيرات ،بقطاع غزة ،من بين عدد كبير من الاسرى لا يعلم عددهم الا الله والمقاومة،امواتا واحياء ،علينا ان نتذكر عدة امور اهمها، ان اسرائيل مع التحالف الامريكي الاوروبي تشن عدوانا شاملا واسعا على قطاع غزة، منذ اكثر من ثمانية اشهر،وما يزال مستمرا،ولم تحقق اي هدف او انجاز يذكر،وان مساحة قطاع غزة بالكاد تتسع للدبابات والمدرعات والجرافات والآليات والجنود والضباط، الذين يهاجمونه على مدار الساعة،وان جميع الدول المذكورة والمساندة لها والمتحالفة معها،تملك احدث تكنلوجيا امنية وعسكرية في العالم واكثرها تطورا ،برا وبحرا وجوا،الى جانب التفوق العسكري في العتاد والمعدات والعدد،ومع كل ذلك تتعرض لهزائم ساحقة وخسائر فادحة،على يد المقاومة الفلسطينية.
كما ان القوى الامنية والعسكرية الاسرائيلية الضخمة عددا وعدة، التي شاركت في العملية،استندت في الاساس الى قوات الدلتا الامريكية، بما تملكه من عتاد ونكنلوجيا متقدم جدا،وافراد مدربين جيدا،والى اساليب اكتسبتها خلال العمل ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ،مثل استخدام المستعربين وشاحنات المساعدات الاغاثية وغيرها،واستحدام عازات الاعصاب والغازات الاخرى التي تعمل على تخدير جسم الانسان وشل حركته على الفور،والاستعانة بسلاحي الجو والبحر اضافة الى سلاح البر ونخبة الجيش والامن الاسرائيليين.
الاهم من التهيئة اللوجستية والاستعداد الهجومي، على اماكن تواجد الاسرى الاربعة التي رصدتها اجهزة الامن الاسرائيلية والامريكية قبل ثلاثة اسابيع في مخيم النصيرات،كما قالوا ،الاهم وضع ورسم الخطة التي تم تنفيذها بنجاح وانتهت بتحريرهم.
اعتقد ،وهذا اجتهاد شخصي مئة بالمئة،ان خطة تحرير الاسرى، استندت في الاساس الى عملية تمويه دقيقة جدا وبارعة ادت الى نجاحها،ابطال التمويه كانوا ،الاول غانتس الذي اعلن قبل ثلاثة اسابيع انه يمهل نتنياهو حتى يوم السبت الثامن من حزيران لايجاد حل تفاوضي لصفقة تبادل الاسرى ،او انه سيستقيل من الحكومة ، اي ان المهلة انتهت امس بالتزامن مع موعد الهجوم،وانه اعلن موعد توقيت المهلة يوم بدء الاستعداد للهجوم، لينتهي يوم موعد الهجوم،والثاني كان بايدن،عندما تقدم بمقترح قال انه اسرائيلي،وفيه تنازلات واضحة لصالح المقاومة،والثالت كان نتتنياهو الذي اتقن لعب دور المراوغ والمناور بالتعاون مع بن غفير وسموتريتش دون علمهما،والرابع كان غالانت الذي قام ايضا بدوره باتقان.
وجاء توقيت تنفيذ العملية في اليوم الذي كان الجميع ينتظر ان يقدم غانتس استقالته من الحكومة ومجلس الحرب،وبالتزامن مع قرب موعد الاتفاق على الصققة ولفت جميع الانظار الى ذلك،وتوقيت زيارة بلنكن للمنطقة ،وتكثيف جهود الادارة الامريكية اعلاميا لتوقيع الاتفاق على صفقة التبادل،وتركيز الهجوم العسكري الاسرائيلي خلال الايام الماضية، بعيدا عن اماكن وجود الاسرى.
الاسئلة المطروحة امام المقاومة ،لماذا الاسرى يحتجزون فوق الارض وليس تحتها،ولماذا كل هذا الاهتمام بحياتهم وصحتهم ومظهرهم،حيث يبدون وكأنهم خارجون من صالونات تجميل او اندية رياضية.
اصابنا القهر لأن الاحتلال سجل نقطة بتحريرهم،رغم قناعتنا ان المقاومة سحقت العدو وحلفاءه في الحرب ،وسوف تأسر اربعات غيرهم في الايام القادمة،لكننا لا نريد ان يسجل اي نجاح او انجاز للاحتلال في هذه الحرب، مهما كان حجمه وشكله.
اتوقع ان يتراجع الاهتمام الامريكي والاسرائيلي كثيرا بمقترح صفقة التبادل بعد هذه العملية،وان نتنياهو عاد وشدشد براغي الكرسي الذي يجلس عليه ،ليزداد تطرفا وتشددا وعنصرية ودموية،واصرارا على مواصلة الحرب.