
علاء القرالة
الجميع يعرف مدى الحكمة والحنكة والصبر الذي تتمتع به المملكة واجهزتها على من يتاجرون بالوطن، الا ان للصبر حدودا اخرها الاقتراب من «خطنا الاحمر» و«امننا القومي» فلا تتخطوه ولا تختبروا صبرنا، يا من كشفتكم مواقفكم وسلوكاتكم تجاه الوطن، فما ثمن طاعتكم العمياء؟.
لا اعرف سبب هذا الجحود لوطن ما كان الا كريما ونبيلا مع كل من عاش به، فما ظلم ولا تجبر ولا مارس مع ابنائه ايا من اشكال الديكتاتورية والتعذيب والاهانة واستباحة الشرف كما دول يعلمونها جيدا، وليس مع مواطنيه فقط بل مع كل من دخل الاردن مستجيرا ولاجئا وطالبا للحماية، فما من وطن عامل كل من فيه بهذا الكرم والنبل كما الاردن، فلماذا تبيعونه بثمن بخس لمن يريدون به شرا؟.
منذ تأسيس الدولة والاردن قيادة وشعبا يترفعون عن الصغار واصحاب الانفس المريضة الحاقدة والجحودة رغم انهم مكشوفون للجميع وتم التجاوز عنهم، فعاش الاردن وعبر الكثير من التحديات والمؤامرات، بينما بقوا هم يقبضون ثمن غدرهم والطعن من الخلف، متلقين الاوامر من الخارج ومن اعداء الاردن الهادفين الى نزع استقراره لتصفية القضية الفلسطينية على حسابه وعلى حساب قدسنا الشريف.
للاسف، هم ذاتهم يحاولون في كل مرة المزاودة على الدولة والظهور بدور المنقذ والشرفاء ومحرري الامة من خلال ترويج الإشاعات والتضليل والقفز على المواقف للحصول على شعبويات رخيصة، حتى وصل بهم الامر انهم لايرفعون العلم الوطني في وقفاتهم الاستعراضية واستفزاز الدولة في هتافاتهم غير الوطنية لغاية في نفس من يأمرهم.
هم من يكشفون عن انفسهم وعن من يأمرهم، فتخيلوا انهم شجعوا استباحة اجوائنا وشجعوا على اقتحام حدودنا ومؤسساتنا، ويؤيدون من هم ضدنا ويقفون لكل قضية مناصرين باستثناء قضايانا الوطنية التي لا تجدهم ولا تراهم ولا تسمع خزعبلاتهم.
خلاصة القول، كثير هي الامثال العربية التي تقول بان المواقف هي من تكشف من معك ومن عليك وتكشف النوايا السيئة من النوايا الخبيثة، وتكشف من يتصرف من تلقاء نفسه ومن يتحرك باوامر غيره، ولذلك نجد انهم في كل موقف يكشفون عن انفسهم وعن من يوجههم حتى اصبحوا معروفين للجميع، غير ان الاردن العظيم الكبير لا يلتفت للصغار ورخيصي الثمن لثقته بوعي الشعب الاردني وثقته بمواقف وطنه وثوابتها.