اسعد العزوني
هل يعتقد عاقل أو حصيف أن الأردن هذا البلد الصغير والكبير بقيادته وأهله ينجو من مصيدة ما أطلق عليه “الربيع العربي”الذي إندلع في تونس أواخر العام 2010؟ وتم إختطافه من قبل الأجهزة العالمية التي تعمل من أجل الصهيونية،وتم تمويل المختطف بالبترودولار العربي،ونجح في تدمير بلدان عربية عديدة ،ما تزال النيران مشتعلة فيها حتى يومنا هذا،في حين نجّى الله الأردن مما كانوا يرسمون له تمهيدا لتنفيذ مؤامرة صفقة القرن التي تشطب الأردن الرسمي ، لطي ملف الهاشميين الذين شطب آل سعود بدعم بريطاني مملكتهم التي أسسوها في الحجاز عام 1916 وأسموها مملكة الحجاز الهاشمية،فهل يعتقد أحد أنهم يتركون الأردن ينعم بالإستقرار والهدوء؟.
تعمق الصراع الأردني معهم منذ المؤامرة التي قادوها صيف العام 1990 ضد الكويت والعراق معا ،وقد نادى الراحل الحسين بضرورة حل الخلاف الكويتي –العراقي المفتعل عربيا وبالحلول السلمية بعيدا عن الغزو الأجنبي المسلح ،والذين أسهموا هم في شدة أواره ولهيبه لتحقيق مآربهم وأهدافهم الحاقدة على الكويت والعراق معا ،وهذا ما منع الأردن من المشاركة عسكريا في حرب الخليج الثانية لإدراكه الموقف بحذافيره، ومنذ ذلك الوقت وجد الأردن نفسه تحت حصار مالي.
بعد حصار دولة قطر الشقيقة قبل نحو سنة ونصف السنة تكرر الموقف ،لأن اللاعب الحاقد نفسه هو الذي تصدر المشهد أيضا وكتب السيناريو والحوار،لكنه إصطدم بالموقف الأردني الصلد الذي رفض المشاركة في حصار قطر ،وتعامل مع الضغوط بالحد الأدنى من التأثير،ورفض أيضا إرسال قوات لغزو قطر كما كان مخططا.
بعد ذلك أشهر هؤلاء الجهلة الحاقدين مجددا سلاح الحصار المالي في وجه الأردن ،لإجباره على التراجع عم موقفه القومي ،لكنهم وجدوا رؤوسهم تتحطم على صخرة الأردن الصلدة ،فلجأوا إلى تنفيذ جريمة تتمثل في إغتيال جلالة الملك عبد الله الثاني بالتعاون والتنسيق مع “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو، الذي أعطاهم جدول حركة جلالته اليومية لتسهيل إغتياله ،فأرسلوا قطيعا يضم 45 ضابط مخابرات ،تحت ستار أنهم رجال أعمال يريدون الإستثمار في القطاع الإليكتروني ،لكنهم إنكشفوا فورا وتم إعتقالهم،فتوسل من أرسلهم بترمب والسيسي لإنقاذ حياتهم ،وكان ذلك بعد فشلهم في تنفيذ مؤامرة إنقلاب داخلية.
لا أحد ينكر أن الأردن تأثر بحصارهم المالي ،وقد شهد حراكات إحتجاجية أسهمت فيها الحكومات التي لم تقف إلى جانب المواطن ،بل إصطفت إلى جانب الأثرياء وأبناء الذوات والحرس القديم ،وآخر حراك حدث بالأمس ولنا عليه العديد من الملاحظات.
بداية ليس كل من رفع عقيرته في وجه مسؤول يعد حراكيا معارضا ،وليس كل من تصرف بجنون في مسيرة وخرّب الممتلكات العامة يعد حراكيا معارضا ،وليس كل من قال “طفرانين”وهو البرجوازي الكبير المرفه والمحاط على الدوام بالحسناوات صادقا في قوله،وهنا لا بد من التذكير بان الخطوة التي قام بها دولة الرئيس عمر الرزاز بالإتصال بأشخاص واللقاء بهم في دار رئاسة الوزراء ،على انهم حراكيون معارضون ،كان فخا لدولة الرئيس ،وفرصة لتلميع بعضهم للدخول في الوزارة المقبلة ،وقد رأينا الدماء وهي تسيل من رأسه ووجهه ،وهذه مسرحية لا تمر علينا.
الأردن الآن مستهدف من قبل الرئاسة الأمريكية المتمسحة بالإنجيلية ومعها البترو-دولار العربي والمراهقة السياسية وذراعها بطبيعة الحال الموسادي محمد دحلان الذي يمارس الإجرام بأشكاله هنا وهناك ،وهذا يعني أن الحراكات التي شهدناها وسنشهدها ليست حراكات وطنية خالصة بمعظمها ،بل هي مشبوهة ومنها من تم تمويله من قبل أعداء الأردن.
إن صح ما كتبه “كيس النجاسة “الصهيوني حسب التعبير الحريديمي إيدي كوهين في تغريدته الأخيرة أن الفتاة إياها التي تصدرت المشهد في الدوار الرابع مساء الخميس ،أنها طالبت بالهجرة إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية للحماية من “الطواغيت”العرب ،فإن قراءتي في محلها وهي أنها ومن شد على يديها يعملون مع جهاز الموساد الصهيوني،وإني لأتخوف كثيرا من كثرة سفرياتها خارج الأردن ،فمن يقول أنه طفران ومعهوش لا يسافر خارج الأردن كثيرا.
بالمناسبة انا شخصيا المهمش رقم واحد في البلد ،ومع ذلك أرفض النيل من البلد ،كما وأرفض ان يقود البرجوازيون الحراكات الشعبية لأنهم يأخذونها في إتجاهات معاكسة.