أ.د.فايز ابو عريضة
**ما الذي يجري في جامعة اليرموك **
تابعت في الأسابيع الأخيرة كتابات ومداخلات وسجالات بين مجموعة من اساتذة بجامعة اليرموك وغيرهم من المهتمين على المنصات الإعلامية المختلفة .
وللامانة والتاريخ بعضها موضوعي واخر يشتم منه رائحة الشخصنة ومنها من ركز على السلبيات ولم ير من الكأس إلا المليمترات الفارغة علما بان هناك سنتمترات مملوءة بماء زلال عبر تاريخ طويل لجامعة اليرموك التي اقتربت على نصف قرن على تأسيسها .
وبدات بمبنى لمدرسة في مستنبت زراعي في اطراف مدينة اربد وبإرادة ملكية من المغفور له باذنه تعالى الملك الحسين رحمة الله عليه باني الأردن الحديث .
وبدات الجامعة عام 1976بكلية واحدة بمسمى كليه العلوم والاداب واستقطبت قامات ورموز اكاديمية وطنية وعربية واجنبية بجهد كبير من اول رئيس لها دولة الاستاذ الدكتور عدنان بدران واصبحت منارة عربية وأسم على مسمى اليرموك النهر الخالد .
وقدمت للوطن وللعرب وللدول الصديقة الالاف من الخريجين المميزين وقد عاصرتها من البدايات ولمدة عقود اربع تقريبا وخريجيها منتشرين في القارات وتفخر بهم ويفخرون انهم خريجي جماعة اليرموك ووصلوا إلى مراكز متقدمة في الدولة كوزراء ومدراء وغيرهم .
وتعاقب على رئاستها قامات اكاديمية اجتهدوا ومنهم من اصاب ومن لم يحالفه الحظ والتوفيق لاسباب عديدة منها ذاتية في شخص الرئيس ومنها موضوعية لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية خارج ارادته .
ولكن الذي نشهده ونقرأه بين فينة واخرى هو السوداوية في طرح المشهد أحياناً، وهناك من هم على قدر من المسوولية في مواقفهم وكتاباتهم وهمهم الجامعة ومستقبلها،ولكن الصمت من جهات عديدة في الجامعة وخاصة مجالس الامناء وإدارات الجامعة عن الذي يكتب وغياب المعلومة الصحيحة ترك المجال لعشاق ملئ الفراغ كل حسب نواياه ودوافعه بالاتجاهين سواء بالهجوم او الدفاع او الاساءة للآخرين.
وما هو المطلوب وما الحل قبل ان نبدأ في الطرح أنا لست مع احد ضد احد وبعيد كل البعد عن الجامعة منذ عقد من الزمن تقريبا بعد ان تخرجت منها (تقاعدت) ، ولكنني عاصرت العديد من رؤوساء الجامعة من دولة الاستاذ الدكتور عدنان بدران وانتهاء بالاستاذ الدكتور زيدان كفافي مع الاحترام والتقدير لهم جميعا ،
والمطلوب ان يتطوع الشرفاء والمخلصين من النخب العلمية والاكاديمية البحثية او بتكليف من ادارة الجامعة ومجلس الامناء لعمل دراسة تتبعية لمسيرة الجامعة منذ التأسيس حتى يومنا هذا بهدف اظهار كل الانجازات والإخفاقات في عهد كل رئيس ومسببات ذلك من عوامل النجاح والفشل وبالارقام والرسوم البيانية التي تبرز المنحنيات البيانية المالية والإنجازات في الإضافة او الإعاقة او في الإهمال الإدراي او الفساد بكافة أشكاله ان وجد دون اساءة او تجريح بموضوعية وكل عوامل ومعاملات السيكومترية البحثية والتي يفترض ان يعرفها الجميع ممن يعملون في الجامعات.
وهنا اود ان اذكر بعضا مما عهدته عندما كلفت بعمادة كلية التربية الرياضية في فترة الاستاذ الدكتور عبد الله الموسى (2011-2015) حيث اشار في الجلسات الأخيرة قبل تغييره ( عدم التجديد له دورة اخرى ونحجم عن طرح الاسباب التي لا تخلو من الشخصنة والمؤامرة ) حيث اشار إلى أن مديونية الجامعة اقتربت من الصفر علما بانه في عهده تم انشاء مباني لكليات الطب والصيدلية وتم استحداث تخصصات جديدة في الهندسة واقامة مباني عديدة باجتهاد ادارتها العليا وجهود الخيرين .
واليوم بعد عشر سنوات فهمت ان ديون الجامعة تجاوزت الخمسين مليون دينار فأين الخلل ؟
صحيح ان بعض الجهات الرسمية لا تدفع للجامعة ما يستحق عليها
ولكن هناك مسببات واخطاء مالية وادارية تراكمية من عهود سابقة على ادارة الجامعة ان تخرج عن صمتها وتوضحها للملأ . والحديث يطول
ولكن آن الاوان لوضع النقاط على الحروف لان اليرموك تخسر يوميا من سمعتها الراقية ورصيدها العلمي الطيب الذي أنجزته على مدى نصف قرن نتيجة لسياسة الطبطبة والتطنيش وعدم البوح بإحصائيات متسلسلة وضياع المعلومات والحقائق عبر السنوات والإدارات المتعاقبة والحق الظلم بالعديد منهم وإعفاء البعض من المحاسبة الادبية والاخلاقية قبل القانونية بالتقادم او بالتغاضي.
وفي النهاية اتمنى ان يبقى الجميع الحصن الحصين لليرموك وان لا تختزل القضية في دراهم يخسرها الموظف رغم اهمية المال او في عطش متربص من هواة وعشاق المناصب،
لان نظرة المجتمع إلى الجامعات اكبر من المال وهي صانعة الرجال والمستقبل وهي ملتقى النخب العلمية والاقتصادية والاجتماعية، وفي سبيل الاوطان يختفي الخاص في مصلحة العام ويعلو الايثار على الانانية ،والله من وراء القصد ؟
https://www.assawsana.com/article/661602 661602