اسعد العزوني
وراء الأكمة ما وراءها ،هكذا يقول المثل ،والحديث هنا عن مجزرة مسجدي كريستشيرش “النور و لينوود ” التي إرتكبها المجرم الأسترالي من أصول بريطانية يهودية “برينتون تارنت”،في مدينة كرايست تشيرتس النيوزيلاندية وفي يوم جمعة ،حيث تشهد مساجد المسلمين أعدادا غفيرة من المصلين،وأردى 50 قتيلا ،ناهيك عن عشرات المصابين ،ولا يتحدث أحد عن حجم الصدمة التي أحدثها المجرم ،ليس في نيوزيلاندا فحسب بل في العالم بأسره ،إذ حبس العقلاء من المسيحيين أنفاسهم ،وعاش المهاجرون المسلمون في الغرب أسوأ اللحظات ،تحسبا من القادم الأسوأ في ظل إتساع مساحة التطرف الأوروبي ،الذي بات مدعوما ظاهريا بأحزاب يمينية متطرفة ،أصبحت تصل إلى الحكم تباعا في القارة الأوروبية،علما أن هناك سببا خفيا يعد أخطر وأشرس من تصاعد اليمين،ألا وهو “الإنجيليون”المسيحية –الصهيونية”،وهي تحالف الصهيونية مع اليمين المسيحي المتطرف،وهذا التحالف يقوم على طابع إنتهازي يتعلق بعودة المسيح المنتظر.
ما جرى في تلك المدينة النيوزيلاندية الوادعة ليس لوثة عقلية إبنة لحظتها ،أصابت المجرم الذي إنتقل من قارة إلى قارة لينفث سمومه ،ويسفك دماء المؤمنين المصلين في بيوت الله ،وبذلك لا يمكن ان يقال عنه انه مجنون أو مريض نفسيا كما قيل عن المجرم اليهودي الأسترالي مايكل موهان الذي أحرق المسجد الأقصى عام 1969،لأن جريمته كما أسلفنا ليست وليدة اللحظة ،بل هي وحسب إعترافه طبخت على نار هادئة منذ سنتين ،وأن لها شقا آخر أو لنقل مسرحا آخر ،هو تركيا العثمانية التي زارها عام 2016 ومكث فيها 45 يوما ،وتبحث أجهزة الإستخبارات التركية حاليا عن كافة جوانب تلك الزيارة ،لمعرفة الأماكن التي زارها والأشخاص الذين إلتقى بهم .
لم يكن المجرم الأسترالي فرديا في تخطيطه ،ولا هو بالمزاجي المتقلب ،بل يعمل وفق إطار مبرمج يعرف أهدافه جيدا ،ورسم لنفسه خارطة طريق مجسمة ،تضمن له تحقيق أهدافه المرسومة بعناية فائقة ودقة متناهية،وهي ليست سطحية أو سهلة يمكن تجاوزها او نسيانها فور وقوعها .
تنطلق جذور هذه الجريمة من منتصف ستينيات القرن المنصرم عندما نجح المصلح الأمريكي الأسود المسلم الحاج “مالكولم إكس أو الحاج مالك الشباز ،في خلق أجواء إصلاحية في المجتمع الأمريكي ،على طريق إنصاف السود الأمريكيين “الزنوج”المهضومة حقوقهم،وبدأ من السجون فهدى وأصلح ،لكن المخابرات الأمريكية رفضت أن يكون مسلما أسودا هو الذي يحمل راية الإصلاح في أمريكا.
كان مالكوم إكس واحداً من أكثر الشخصيات التي تجلت في السياسة الأمريكية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينيات من القرن المنصرم ، داعية قويا لتحرير السود والمساواة في الحقوق والدعوة إلى الإسلام ومعتقداته ، والأهم من ذلك ، أن المعتقدات التي أراد نشرها تغيرت عدة مرات على مدار حياته .
عانى الرجل كثيرا لأنه كان يغرد خارج السرب ،فهو مولود لعائلة مسيحية وأبوه كان واعظا معمدانيا ، يدافع عن المثل العليا السودانية لماركوس غارفي ، هذه الوعظات المثيرة للجدل أدت إلى تهديدات من كوكلوكس كلان “Marcus Garvey ” ، مما أجبر العائلة على الانتقال إلى لانسينغ ، ميشيغان ، حيث استمر والد مالكولم في مواعظه ، وفي 1931م قُتل بوحشية من قبل بلاك ليجون Black Legion العنصري الأبيض .
في عام 1937م ، تم نقل مالكولم مع عائلته من قبل عمال الرعاية الاجتماعية ، إلى بوسطن وانحدر إلى حياة الجريمة ، وأُرسل إلى السجن عام 1946م بتهمة السطو ، وتعلم هناك على يد إيليا محمد ، زعيم جماعة أمة الإسلام ، وجادل محمد أنه من المستحيل أن يعيش السود مع البيض ، بسبب الميول الشيطانية للبيض ، وأصبح مالكولم مقتنعًا بأن مسؤولية تحديد مصيره هو مسؤولية السود ، وكرس حياته لأمة الإسلام ودراسة الزهد .
بعد إطلاق سراحه من السجن في أوائل الخمسينات ، أصبح مالكولم وزير المعبد رقم 7 في هارلم ، وسرعان ما ذاع صيطه في مدينة نيويورك ، وحصل على دعم بين الأمريكيين السود ، وظهر مع ظهور الحملة الانتخابية للحقوق المدنية في نفس الوقت الذي كان فيه مارتن لوثر كينغ يقود حملاته ضد التميز العنصري ، وكانت لديه فلسفة مختلفة للغاية ، دعت إلى الدفاع عن النفس والتحرير من خلال “أي وسيلة ضرورية”.
في عام 1963م تم طرده من جماعة أمة الإسلام ، وكان مالكولم قد ادعى أن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي كان أمرا سيئا ، واستخدم إيليا محمد هذه التصريحات ذريعة لإزاحة شخصية كانت تتحدى بشكل متزايد موقعه كرئيس للجماعة .
بعد انفصاله عن أمة الإسلام ، قام مالكولم بزيارة مكة ، وذهل بما رآى فيها من مساواة بين المسلمين ،لا فرق بين أبيض وأسود او بين فقير او غني في الحج ، وخلص إلى أنه لا توجد صراعات لا مفر منها بين المجتمعات السوداء والبيضاء ، فبدلاً من النظر إلى الأشخاص البيض أنفسهم على أنهم أكبر تهديد للسود ، أدرك أن الخطر لا ينجم إلا عن استمرار الآراء العنصرية لدى بعض الأفراد .
بدأ الحاج مالكولم حركته الخاصة بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية الأمريكية في السنوات الأخيرة من حياته ،ودعا إلى حملة أكثر اعتدالًا من الحقوق المدنية ، والحملات من أجل الوحدة والاحتجاج السلمي ، وجادل من أجل التوصل إلى حل سياسي لمشكلة الحقوق المدنية الأمريكية ، منتقدًا أوجه القصور التي يعاني منها الجمهوريون والديمقراطيون ، بدلاً من الدفع من أجل المواجهة ،بمعنى أنه كان سلميا في تحركه ودعوته ،ولم يؤمن بالعنف ولا بإراقة الدماء،مع أن البعض كان يشيع أنه إنتمى لجماعات مسلحة ،لكن ذلك لم يثبت رسميا ،ولم يظهر عليه في مسيرته الدعوية الإصلاحية.
عندما رأت السلطات الأمريكية أن دعوة الحاج مالكولم إكس تتدحرج مثل كرة الثلج،قررت وضع حد له وإستبداله بداعية أسود لكن مسيحي ،تم إعداده لهذه الغاية،وهو مارتن لوثر كينغ ،الذي تربع رسميا على عرش الإصلاح الأمريكي ،بعد مقتل الحاج مالكولم إكس على يد واحد من تنظيم أمة الإسلام .
كان اليهود في تلك الأيام منبوذين في الغرب ،ولا ننسى خطاب كبير مؤسسي أمريكا السيد فراكلين الذي قال فيه مخاطبا الشعب الأمريكي،انه في حال لم نطرد اليهود من بلدنا أو لم نقم على الأقل بتحجيم نفوذهم ،فإننا وبعد مئة عام سنصبح عبيدا عندهم ،وهذا ما حصل ،فقد تحولت أمريكا واوروبا والكثير من دول العالم الكبيرة إلى ملاعب لليهود يرسمون لها سياستها ويستغلونها أبشع إستغلال.
بدأت القصة عندما قال مارتن لوثر كينغ للغرب أنه لا يجوز إستمرا معاداة اليهود ،أهل “اللورد”الذي نبجله ونسير على نهجه،وعندما سألوه عن تصوره قال أن علينا مصالحتهم وإعادة الإعتبار لهم ،وهكذا إنقلب الوضع في الغرب من معاداة لليهودي وكتابة يافطات على المسارح والمطاعم تقول “ممنوع دخول اليهود والكلاب”،أصبح اليهود هم السادة ،وإنقلب العداء الغربي إلى العرب والمسلمين ،وثأر اليهود لأنفسهم بأن “فصّلوا”الغرب على مقاسهم ووضعوا له قوانين معاداة السامية ،وإخترعوا اللاسامية ،وعزفوا على وتر كراهية الغرب السابقة لهم ،ونتذكر ما حدث مع المفكر الفرنسي المسلم روجيه غارودي ،الذي تعرض للمحاكمات والسجن لمعادته للحركة الصهيوينة .
من هنا نبدأ حيث باتت أوروبا المسالمة بعد الحرب العالمية الثانية ، قارة رهينة للتطلعات الأمريكية التي تغوّل فيها اليهود، وأصبحت محكومة باللوبيات اليهودية وفي مقدمتها “الإيباك” ومعهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية “MEMRI” ،الذي أسسه ضباط متقاعدون في جهاز الموساد عام 1997،ومهمته مراقبة الإعلام والمناهج واللخطاب الديني في العالمين العربي والإسلامي ،وترجمة ما يكتب او يقال ضد إسرائيل بالنكهة الإسرائيلية ،وتوزيعه على صناع القرا رفي العالم لتشويه سمعة العرب والمسلمين ،وليقال للعالم الأوروبي على وجه الخصوص ان العرب والمسلمين يكرهوننا ويكرهونكم لأننا في خندق واحد،وأنا بطبيعة الحال أحد ضحاياه.
بدأ الإرهاب الصهيوني يكشر عن أنيابه بعد تحالف الإنجيليين”المسيحية –الصهيونية”القائم على الإنتهازية كما أسلفنا ،فاليمينون المسيحيون يقدمون الدعم إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية لتقويتها وتمكينها من إستقبال المسح المنتظر”المخلص” الذي حان وقت نزوله ،وأنه سوف يشن حربا على المسلمين ويقضي عليهم “حرب هرمجيدون”،ومن ثم يحول اليهود إلى المسيحية ،فيما يرى اليهود أن المسيح المنتظر سيحول المسيحيين إلى اليهودية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن إسرائيل بدأت التحضير لعودة المسيح المنتظر”المخلص”عام 1999 أثناء مفاوضات واشنطن مع الفلسطينيين ،بإختراعها منطقة “الحوض المقدس”في القدس المحتلة ،والتي سوف ينزل إليها المسيح المنتظر ويزور مقبرتها اليهودية ،ويحيي موتاها الذين سيتبعونه إلى باب الرحمة في المسجد الأقصى حاملا الهيكل المزعوم ،ولهذا فإن الإحتلال يسعى لتحويل باب الرحمة إلى كنيس لإستقبال المسيح المنتظر.
يمثل الإنجيليون الطبقات المتنفذة والغنية في أمريكا والغرب ،وتضم حركتهم أكثر من 200 مليون متنفذ ،ولهم سفارة في القدس المحتلة تفوق قادة الحركة الصهيونية في تعنتها وتطرفها تجاه القدس والفلسطينيين، وقد دعموا المتمسح بهم اليميني ترمب الذي أصبح رئيسا لأمريكا وسيدا للبيت الأبيض ،لكنه متعثر في أدائه ،ولهذا وجد فيه الإنجيليون ضالتهم لتنفيذ المخطط الإنجيلي،وعنوانه “صفقة/صفعة القرن”،وبادر إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة بعد إعترافه بها عاصمة أبدية وموحدة للكيان الصهيوني.
يقول المجرم الأسترالي الذي نفذ مجزرتي نيوزيلاندا ضد المصلين المسلمين ،أنه إلتقى المرشح الأمريكي ترمب ،وتحدث معه مطولا حول كيفية تخلص الغرب من المهاجرين المسلمين ،ومكافحة الإرهاب”الإسلامي”،بمعنى أن ترمب أعطاه الضوء الأخضر ولكل اليمينيين المتطرفين في الغرب ،لشن الحرب على المسلمين وطردهم من الدول الغربية ،بحجة أنهم سرقوا فرص عمل الشباب الغربي ،وشوهوا صورة الغرب من خلال تشويه قيمه .
لهذا نقول أن المجرم الأسترالي لم يكن مصابا بلوثة عقلية ،ولم يكن تحت تأثير موقف آني ،كما انه لم يكن يغرد خارج السرب ،بل كان مدعوما من الإنجيليين والماسونية والرجل الأول في العالم ترمب،لذلك كان شموليا في أهدافه ،وقد إنطلق من عمل جماعي تاريخي ،لا مصلحة لأحد بإثارته سوى اليهود ،الذين نجحوا في جعل العرب والمسلمين الهدف الوحيد والدائم للإنتقاد والهجوم الغربيين ،بعد ان كان اليهود هم ذلك الهدف.
إستحضر المجرم الأسترالي مفاصل من التاريخ أكل الدهر عليها وشرب ،لكن الذاكرة اليهودية لا تنسى،وهذا ما يدل عليه إستحضارهم للمحاولات الإسلامية إبان الحكم العثماني الدخول إل اوروبا فاتحين لنشر الدين الإسلامي،ولهذا كتب المجرم الأسترالي على رشاشه عبارة”1683 فيينا”في إشارة منه إلى معركة فيينا التي خسر فيها العثمانيون ،وكتب 1571 في إشارة منه إلى معركة “ليبانتو”التي خسر فيها العثمانيون أيضا.
كما تضمن بيانه المدبج بالحقد اليهودي على الإسلام والمسلمين والمسيحية والمسيحيين 73 صفحة ،لم يترك فيه شاردة أوغائبة إلا وتعرض لها ،وإن دل هذا على شيرء فإنما يدل على ان جريمته بكل حذافيرها كانت عملا مؤسسيا ولم تكن نزوة فردية.
أطلق على بيانه “البديل العظيم”وشرح فيه كافة أسباب ومسببات جريمته النكراء وأهمها إزدياد أعدا المهاجرين المسلمين إلى اوروبا ،ووصفهم بالغزاة المحتلين ،وأن إستهدافه للمساجد كان بسبب كثرة روادها وفي يوم الجمعة تحديدا.
تفردت جريمة كرايست تشيرتسش بالكثير من الصفات ،فعلاوة على انها عمل مؤسسي تم التخطيط والإعداد له من قبل جماعة وليس فردا ،فإنها إمتازت أيضا بأنها كانت غير مسبوقة ،إذ لم نسمع عن مجرم يقوم بتزيين أدوات القتل التي يحملها بالعبارات والشعارات المسيئة ،أو أنه يبث جريمته على وسائل التواصل الإجتماعي بشكل حي ومباشر ،ويستمع إلى الموسيقى.
إن دل هذا على شيء فأنما يدل على اننا أمام نمط إجرامي فريد يؤسس لحملات مقبلة،إعلانا لوقوف الغرب المتصهين مع مستدمرة إسرائيل الخزرية في إستعدادتها لإستقبال “المخلص” المسيح المنتظر،وعليه فإن أوروبا بمجملها ستصبح هدفا للإرهاب الذي يضم تحالف الإنجيليين والماسون وفرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية “ISIS”الملقب بداعش ،الذي ضرب هو الآخر في الكثير من الدول الوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانبا وغيرها.
عقديا فإننا نرى أن المسيحية والإسلام هما الدينان السماويان الأقرب إلى بعضهما البعض ،لكن اليهودية الصهيونية نفذت إليهما وسجلت إختراقا كبيرا لهما ،أسهم في تحويلهما إلى أعداء من خلال الإنجيليين الذين يحصنون إسرائيل والصهيونية حاليا من كل نقد أو لوم يوجه إليهما.
هناك بناء يؤسس عليه بين المسيحية والإسلام ،فأول من أثبت نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم هو الراهب ورقة بن نوفل الذي يعده المسلمون صحابيا كريما ،وهو إبن عم السيدة خديجة زوجة النبي محمد ،كما ان الراهب بحيرة هو الذي طلب من عم النبي أبو طالب أن يخفي الطفل محمدا عن اليهود حتى لا يقتلوه لأنه سيكون له شأن كبير عندما يكبر.
وقد نصح النبي محمد أصحابه اوائل التبليغ وبعد ان وقفت قريش في وجه الدعوة الإسلامية ،بالهجرة إلى الحبشة المسيحية وقال لهم إن فيها ملكا عادلا ،ولم يخيب الملك النجاشي الظن ،وإستقبل صحابة النبي خير إستقبال ورفض الرشا القريشية مقابل تسليمهم لقريش .
ولا ننسى أن الله سبحانه وتعالى قد كرم السيد المسيح وأمه الطاهرة البتول بسورتين كبيرتين في القرآن الكريم ،الأولى بإسم “آل عمران”وهم عشيرة السيدة البتول،والثانية بإسمها شخصيا”مريم”،وتمتاز هاتان الصورتان بحسن الخطاب في عناصره الأربعة ،فهو خطاب يليق بالمتكلم وهو الله سبحانه وتعالى ،ويليق بحامل الرسالة وهو الأمين جبريل عليه السلام ،والمستقبل بكسر الباء وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم،كما أنه يليق بصاحبي العلاقة وهما السيد المسيح وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام .
أما اليهود فإنهم ينظرون إلى السيد المسيح على انه مرتد عن اليهودية ،ويصفون أمه الطاهرة البتول بما يليق بهم ولا يليق بها،وقد أنتجوا أفلاما سينمائية وتلفزيونية تسيء لهما ،وهنا يبدأ الإرهاب.