مصطفى الشبول
وأخيراً حصل أبو العبد على الإسكان العسكري بعد الانتظار ، وقد كان مشاركاً مع شباب الحارة بجمعية كان دوره فيها مع موعد الإسكان العسكري ، والذي خطط لبناء بيت له بعد أن أرهقه السكن بالإيجار ،وبعد التوكل على الله اتفق مع معلم البناء ( قرابته، وابن عمه ) ومن هنا بدأت معاناة أبو العبد في البناء ، فقد نصحه معلم البناء بأخذ المواد من المحل الفلاني مع أن أبو العبد كان ينوي أخذها من محل آخر صديق له وييسر الأمور والمواد ذات جوده عالية (كما عُرف عنه) لكن معلم البناء كان له رأي آخر ، أبو العبد قبل بالنصيحة ، وأثناء عميلة البناء واجه أبو العبد معاناة شديدة مع صاحب محل المواد من جهة غلاء الأسعار والتأخير في موعد إحضار المواد بالإضافة إلى قيمة الدفعات المطلوبة منه ، لكن بعد التحري من موضوع نصيحة معلم البناء تبين بأن معلم البناء يأخذ نسبة من صاحب محل المواد بدل تلك النصيحة… وبعد الانتهاء من أعمال الطوبار والبناء والتحضير للانتقال الى مرحلة جديدة ، وجاء دور المهن الأخرى ، فقد كان معلم البناء ينصح أبو العبد بمعلم القصارة الفلاني بالإضافة الى محل المواد ، ومعلم القصارة ينصح أبو العبد بمعلم البلاط الفلاني بالإضافة الى معمل المواد ، ومعلم المواسير ينصح بمعلم الكهرباء الفلاني مع محل المواد ، ومعلم الدهان ينصح أبو العبد بمواد المحل الفلاني … لكن تفاجأ أبو العبد بالنهاية أن بعض من ينصحه كان له نصيب وحصة (كمسيون) من المعلم الجديد أو صاحب محل المواد عدا عن الهدايا والبدلات الرسمية ، نحن لا نعمم لأن منهم من ينصح بأمانه وإخلاص، لكن ننقل لكم ما حدث لأبو العبد مع بعض الصنايعية وأصحاب المهن أثناء بناء بيته ، وعلى قول (أبو العبد) : مش الكل تؤخذ بنصيحته لازم تؤخذ بعكسها كمان لأنها نصائح مأجورة ومدفوعة الثمن… فالمصيبة كما قيل (أن نصف ما نريد كتابته لا نستطيع نشره ، ونصف الذي ننشره لا يباع ، ونصف الذي يباع لا يقرأ ، ونصف الذي يقرأ لا يُفهم ، ونصف الذي يُفهم يساء فهمه).