علاء القرالة
للأسف ولاسباب غير مفهومة يتجه البعض منا الى اشاعة النكد والسلبية في المجتمع حتى وصل فيهم الامر الى مرحلة العشق، فهم يبحثونعنه في كل مكان وزمان ويسلطون الضوء عليه ويروجونه وكانها غنيمة، وفي المقابل يرفضون و ينكرون الايجابيات التي نعيشها ويتجنبونالحديث عنها، حتى انهم باتوا يهاجمون كل من يحاول بث روح الايجابية وبكافة شؤوننا السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وقرروا ان يبقواحبيسين اسوار» النكد والسلبية» وتعميمها.
هذه الحالة باتت ملموسة وواقع بمختلف الجلسات العامة والصالونات السياسية والمناسبات الاجتماعية وصولا الى بعض من وسائل الاعلاموالتي اصبحت تعتاش على بث السلبيات واجواء النكد العام وترسيخه، من خلال الشكوى والتذمر من كل شيء وكيل الاتهامات وتبنيسياسة المؤامرة، فلا اقتصاد يعجبهم ولا سياسة تقنعهم ولا اصلاح ينعشهم ويعيد اليهم التفاؤل فهم يرون وينظرون لكل شيء من نافذةالسواد والتشاؤم والاحباط، بالرغم مما نعيشه ونلمسه من واقع معيشي اليوم مقارنة من هم حولنا من شعوب المنطقة، فلا غذاء قطع ولا ارزاقتوقفت ولا نمو اقتصاديا توقف ولا استثمارات تراجعت ولا حتى البطالة ارتفعت بل انخفضت ولا اقتصاد انهار ولا مصارف اغلقت ولا عملةوطنية انهارت رغما عن الظروف التي احاطت بنا خلال السنوات الثلاث الماضية، وما زلنا نعيش بشكل افضل ممن هم حولنا رغم ضعفامكانياتنا الاقتصادية والمالية الضعيفة.
هؤلاء ينقسمون الى اربع فئات، الاولى هي الفئة التي تبحث عن تحقيق مكاسب سياسية وشعبوية فلا يتركون سلبية او معلومات تبث فيناالنكد والسلبية الا وجعلوا منها عنوان يومنا فيتصدرون المشهد والجلسات والشاشات، وهم ذاتهم من لا تسمع لهم صوتا عندما نحقق انجازافيلتزمون الصمت ما لم يشككوا بجدية هذه الانجازات وحقيقتها، والفئة الثانية حاقدون وكارهون لكل ما في الوطن ويدعون الوطنية، فيبثونكل ما فيه من اخطاء وكمن ينشر غسيل اهل بيته امام الدنيا كلها، والفئة الثالثة وهي التي ترمي فشلها في كل شيء ادارة الاعمال وتراكمالديون وحتى خسارة الانتخابات على الدولة وتعلقه على شماعتها، واما الفئة الرابعة وهم الذين يسمعون ويقنعون ويكررون دون وعيفيصابون بالنكد والاحباط ومن ثم تعميمها للمجتمع بكاملة دون اي تحقق او مقارنة مع ما يعيشه غيرنا.
لا احد ينكر ان لدينا اخطاء وبعض الهفوات هنا وهناك، غير انها لا تسمو الى مرحلة ان تتحول الى السواد الاعظم ولا يمكن ايضا انتغطي على حجم الايجابيات الكثيرة التي نعيشها، فنحن نعيش في مملكة السلام والتعايش والديمقراطية ودولة القانون والتشاركية في صنعالقرار وحرية الاحزاب والتمثيل والمشاركة، كما اننا وعلى الصعيد الاقتصادي فقد حققنا نموا اقتصاديا تجاوز 2.5% رغم كل هذه التحدياتوارتفعت المؤشرات الاقتصادية لنا بشكل لافت وملموس وفي مختلف القطاعات، كما ان نسب البطالة قد انخفضت الى 22.9% ونعقدشراكات وندخل اسواقا جديدة، وعلى الصعيد الاجتماعي فنحن من اكثر دول العالم التي تتعايش بسلام ومحبة ووئام و بغض النظر عنالاصول والمنابت ومن اكثر الشعوب تكافلا واستقبالا للمهجرين.
تعميم السلبية على كل حياتنا ومعيشتنا سيولد لدينا مجتمعا محبطا ومتشائما نكدا، فلا تسرفوا في تعميمها ونشرها فكل ما يهم اقتصادكماليوم وهو ينطلق برؤية اقتصادية جديدة بث اجواء التفاؤل والامل وان نستذكر الانجاز والايجابيات ونعالج بصمت كل سلبياتنا وان وجدت.