راتب عبابنة
هل للشعب أن يحتمل المزيد؟؟
راتب عبابنه
الحكومة تهدد بالشعب بقوننة النشر على وسائل التواصل الإجتماعي للحد من التعليقات ونشر المواد التي تصيبها بمقتل. أليست هي الحكومة من تدفع بالناس للتعليق والنقد وهي التي تدفع بهم للخروج للشارع؟؟ وذلك بسبب قراراتها الظالمة وسياساتها المتحيزة ضد الشعب. وما هذا إلا إمعان بالصلف والقمع المقونن والمشرعن من مجلس نواب لا يقوى أن ينوب عن الشعب. لا أنصح الحكومة بهذه الخطوة القمعية لأن الشعب لا يعجز عن اللجوء لوسائل أخرى شديدة الوطأة وكثير الألم.
وإرادة الشعب لا يمكن قهرها إذا خرجت من حالة السكون والتفهم خصوصا إذا استمر الحال المزري ولا أمل يرتجى من الحكومات الوارثة والمدورة. لنا وللدولة عبرة من أكثر الدول عنصرية وظلما في زماننا القريب دولة جنوب إفريقيا عندما كان المواطن الأسود عبدا يخدم سيده الأبيض. وقد فرض الشعب إرادته وحقق المساواة في المواطنة والفرص وحقق الديموقراطية حتى صارت بلادهم من أرقى البلدان الديموقراطية بقيادة الأسطورة الراحل نلسون مانديلا.
فعنما يتجاوز الضغط حدوده يقود إلى الإنفجار وبدلا من زيادته عليكم تفهم أسباب النقد ومعالجتها ولا تلجأوا للحلول السهلة كعادتكم من المنع والتضييق والعرقلة. تلك أساليب تزيد الضغط والإحتقان، وربما تريحكم مؤقتا لكنها لا تأتي بحلول طويلة ومرضية بالنسبة للشعب الذي رصيدكم لديه من الخطايا تجاوز كل الحدود.
لن يرضى الشعب إلا إذا لمس جدية بمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين والتوقف عن مد أيديكم لجيبه. كلنا نعلم أن العدل أساس الحكم وتجارب الشعوب في العالم كثيرة بهذا الخصوص، فلماذا لا تتعظون؟؟ تحمل الشعب أكثر من طاقته ولم يعد لديه متسع للصبر ولم يبقى سوى فرض إرادته وهذه لا تتحقق بثمن بسيط والثمن سينعكس على الأردن الذي نحن الغيارى نحرص عليه من أن يعبث به مارق أو مارقة وبرمكي أو برمكية وعابر أو عابرة وحاقد أو حاقدة.
أحسنوا التخطيط والنوايا حتى لا توقعوا الوطن بأكثر ما أوقعتوه به وابتعدوا عن نهج السطو لتغطية تقصيركم وقد تماديتم كثيرا حتى صار الشعب يشعر بالغربة في وطنه. فزدتم نسبة الفقر والقتل والإنتحار واحتكرتم الوظائف وتقاسمتم أتعاب المواطن.
لو كانت ضائقتنا لأسباب خارجة عن إرادتكم، لصبرنا حتى تزول، لكنها ضائقة بفعل عدم انتمائكم لأنكم عابرون تتزودون منه ما يمكنكم. وهي ضائقة لسوء تخطيطكم وبالأحرى انعدامه. وتخطيطكم تبرعون به بكيفية السطو على المواطن. الشعب يدفع وتجبروه على الدفع…. فإلى متى تعتقدوا أن الشعب سيبقى على هذه الحال؟؟
لا تبرروا أفعالكم بالظروف المحيطة بنا، إذ أنتم من وضعتمونا تحت تأثيرها ولا تلقوا اللوم على الدول المانحة فهي تعلم أن منحها ومساعداتها لا تطال الشعب بل تجد طريقها لجيوبكم. لا ترهبونا بداعش وغيرها وأنتم تصنفوها عصابة إرهابية والعالم كله يقاتلها. هل هي قوة خفية أم أشباح لا ترونها؟؟
التخطيط الإستراتيجي القائم على المعرفة والدراسة والتحليل وفهم الظروف العامة والعلاقات العامة بين الدول، يمكنه أن يضع الحلول الناجعة والخطط البديلة وفتح أبواب ومخارج يمكن اللجوء لها بحال لم تأتي الرياح بما لا نشتهي. فأين أنتم من هذا التخطيط السليم؟؟ لقد حمل الشعب أوزاركم وسوء أعمالكم وأنتم تنسبون تقصيركم لغيركم. يقول المثل الطمع ضر وما نفع وها أنتم أوقعتمونا بشر أطماعكم وجشعكم ظنا منكم أن الدنيا ستمطر عليكم ذهبا، حتى المطر الحقيقي توقف وجفت الأرض.
امتنعتم عن إخراج خيرات الأرض وكانت محاولاتكم تذهب خسارة لعدم جديتكم ولتسابقكم وتنافسكم على الهبات والسمسرة والولائم المشبوهة. لقد أوصلتم الشعب لنقطة اللاعودة إذ لم يعد لديه سوى غضبه وسخطه الذي لا بد سيترجم بما لا نتوقعه وتكونوا ضممتمونا لشعوب الدول الملتهبة والممزقة تتقاذفها الأطماع والإقليمية والتخريب.
فكيف تطلبون من الشعب أن يصطف معكم وهو يرى أنكم تنحدرون بوطنه إلى الهاوية التي يصعب، بل يستحيل الخروج منها؟؟ وبالمقياس المنطقي والشعبي لا يمكن أن تكونوا أصدق وأكثر خوفا على الوطن وأنتم فئة محدودة. نعلم أن في كل الدول فساد بدرجات نسبية، لكن يختلفوا عنكم بأنهم يتركوا جزءا للشعب أما أنتم لم تبقوا للشعب شيئا ينعم به ويكفيه شركم. هذا مع عدم تأييدنا للفساد أينما كان ولا نقتدي بالفاسدين مهما كانت مواقعهم، لكن لنبين لكم أن الجشع والإستهتار قد أعمياكم حتى حلّلتم كل ما تطاله أيديكم.
جلالة الملك يوجهكم شرقا وتذهبون غربا ولم نعد نرى من توجيهاته إلا سياساتكم المعاكسة، فبتنا نتوجس خيفة كلما نسمعه يوصيكم بالإهتمام بالمواطن ويدفع بكم للنهوض لتلبية احتياجاته. نستذكر قول المرحوم وصفي التل “عندما يتعلق الخطأ بالوطن، يصبح خيانة” وقد انطبق عليكم هذا القول الخالد. فعندما تتخاذلوا بحق الوطن والمواطن فهي خيانة. وعندما تقسمون الشعب عبيدا وسادة فهي خيانة. وعندما تتخاذلون باستخراج مخزونات الأرض فهي خيانة. وعندما تجعلون من المواطن مصرفا يغطي عجزكم فهي خيانة. وعندما ينضب معينكم من التخطيط لإنقاذ الوطن فهي خيانة.
أخطاؤكم فادحة وقاتلة ولم تتركوا للشعب خيارا سوى الإنتفاض بوجوهكم التي والله نكره أن نراها ونتعوذ من الشيطان عند رؤيتها لشدة ما لحق بنا من اعوجاجكم وتماديكم ولا نرجو منكم خيرا، بل الشر ملازمكم والخطايا تقطر من كلماتكم. فاخلوا المسؤولية لغيركم عسى أن يتغير النهج ويدير البلد من به خير. لقد أجمعنا نحن الشعب على أن المصيبة بالنهج ومدخلاته، فإذا تغيرت المدخلات تتغير المخرجات.
واعلموا ان الشعب عندما يصطف ويتكاتف فهو بذلك مع الوطن وليس معكم. وإذا انفجر فسينفجر للقضاء عليكم ودوسكم ليَمُنّ الله علينا بالغيارى والوطنيين لتعديل المسار وتصحيح النهج. تعلنون يوميا أن ربع الموازنة يذهب للسوريين الذين يشكلون ما يزيد عن 21% من السكان، فهل حسبتم نتائج تهوركم؟؟ هل كان لديكم خططا واستراتيجياتا تواجهون بها الطوارئ؟؟ فكيف تتوقعون من الشعب ان يرضى بكم وبسياساتكم؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.