لا يكاد يمر يوماً دون إطلاق،أو سماع عشرات الإشاعات،حيث أن معظمها يمس حياتنا اليومية بشكل مباشر،وبعضها الآخر قد يساهم بشكل كبير في الإساءة لممتلكات الوطن، وإنجازاته وأفراده ،الأمر الذي يجعلنا نستفسر هل نحن في زمن الإشاعات فعلا؟وهل ساهمت جائحة الكورونا في العالم،والمملكة في هذا الأمر؟. الغريب في الأمر أن بعض هذه الإشاعات لا تكون على المستوى المحلي فحسب بل إنها قد تطال مواضيع خارجية،كما هو الحال بالنسبة لجائحة فايروس الكورونا الذي يجتاح العالم،وما يتعلق بالعلاج الذي توصل إليه العلم،واعداد الإصابات في العالم،وغيرها الكثير من القضايا الخارجية. ولعل المتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها بشكل يومي،إضافة لأحاديث الشارع الأردني يجد أن للشائعة مكانتها في المجتمع لدرجة أن بعض الأشخاص لا يمكنه تغيير انطباعه،حول الإشاعة التي أطلقها أو سمعها،حتى وإن أصبح متأكدا من كونها مجرد إشاعة،ولا أساس من الصحة. ولا تتوقف هذه الإشاعات على قضية معينة فحسب،بل إنها قد تطال الكثير من المواضيع، والشخصيات السياسية،والاقتصادية،وقد تطال الأشخاص العاديين،ولكن جاءت جائحة الكورونا لتكون من المواضيع الخصبة للإشاعة،فتارة نجدها حول عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفايروس الكورونا،وتارة أخرى حول عدد الوفيات،وثالثة حول الوضع الوبائي في المملكة. ولعل من الواضح أن الإشاعة قد أخذت مكاناً كبيرا لها في المجتمع الأردني ،حتى أن وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام،قد حققت في 65 إشاعة تم إطلاقها من قبل بعض الأشخاص،من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الحظر الشامل الذي فرض على المملكة بسبب فايروس الكورونا،في منتصف شهر ٱذار الماضي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب،بل إن مرصد مصداقية الإعلام الأردني.أكيد.كان قد رصد خلال شهر ٱذار الماضي 67 إشاعة،حيث كانت النسبة الكبرى منها 43إشاعة حول الوضع الصحي في المملكة،وخاصة ما يتعلق بفايروس الكورونا،وأن أغلب الإشاعات مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي حيث بلغ عددها 55إشاعة. ومن هنا فجميعنا مطالبون،و مدعوون ،وخاصة في هذه الظروف التي نمر بها،كما يمر بها العالم، لعدم إطلاق الإشاعات خاصة تلك المتعلقة بالشأن الصحي، والتي من شأنها أن تنسف جميع الجهود المبذولة في هذا الإطار، للتخفيف من هذا الوباء،الذي بدأ يتغلغل بين صفوفنا بسبب الشكوك ،والإشاعات المتداولة بين بعض الأشخاص حول عدم وجود هذا الفايروس القاتل.