أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : قال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). وهذا اكبر دليل على أن الله أمر القلم وهو اول ما خلق من الأشياء ليكتب سيرة الكون وبالخصوص الأرض وما عليها من مخلوقات وما سيحدث لها من احداث حتى قيام الساعة. هذا يعني ان ليلة القدر معلومة منذ الأزل من أول عام للهجرة النبوية حتى وقتنا الحاضر وفي المستقبل وحتى يرث الله الأرض وما عليها. وقد قال تعالى عنها (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (الدخان: 3، القدر:1-5)). عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسولَ الله ﷺ قال: تَحَرَّوْا ليلة القَدْر في الوِتْرِ من الْعَشْرِ الأوَاخِرِ. بالنسبة للدول الإسلامية والعربية بناء على قول الرسول ﷺ: عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم؛ فأكملوا عدة شعبان ثلاثين متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، وفي رواية لمسلم: فإن غم عليكم؛ فصوموا ثلاثين يومًا. فكان وما زال هناك إختلاف بين الدول الإسلامية والعربية في بداية شهر رمضان ونهايته وبالتالي تختلف الايام الفردية في العشر الأواخر منه. ولكن بالنسبة لوكالة الفضاء الامريكية ناسا عندهم العلم والأقمار الإصطناعية التي تدور حول الأرض بشكل دائم والاجهزة الحديثة والدقيقة لرؤية اهلة الأشهر جميعها وبالتالي يستطيعون ان يحددوا بداية شهر رمضان والعشرة الأواخر فيه ونهايته. كما أن كثيرا من علمائهم من أصول إسلامية وعربية ويعلمون حقيقة ليلة القدر في اي يوم من الأيام الفردية في العشرة الأواخر في رمضان عن طريق مراقبة السماء والشمس وعدم نزول نيازك في تلك الليلة وبالتالي يستطيعون الإعلان عنها في ليلة حدوثها وصبيحة اليوم التالى. وربما عندهم تسجيلات عن ليالي القدر لسنوات عديدة مرت خلال آل 1444 عاما الهجرية الماضية لقوله تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّه قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (الزمر: 9)). ولكن السؤال: هل يبقى حوث ليلة القدر في نفس اليوم الفردي من العشر الأواخر من شهر رمضان في كل عام هجري أم تتغير؟ فنقول والله اعلم: تتغير لأن شهر رمضان يأتي بالصيف والشتاء والخريف والربيع والأوقات في بقاع الارض مختلفة، وشروق الشمس وغروبها يختلف من مكان لآخر على الكرة الارضية. ولما تقدم، فإذا جاز لي القول والتعبير فإن الله أمر ملائكته بوضع برنامج لبرمجة ليلة القدر منذ الأزل في هذا الكون وكتبها القلم إلى أن يرث الأرض وما عليها.