كامل نصيرات
مشى «ناقص هزيمات» في شارع فاضي تمامًا من الناس ..هو اختار الشارع الفاضي عن قصد ..لا يريد أن يرى أي أحد حتى لا يتورّط ..هو يخاف من التورّط ..فالعمر ( مش بعزقة ) كما يقولون دائمًا ..!! ما أجمل الشوارع بلا ناس ..!!
كان «ناقص هزيمات» في قمة فرحه ..فقد أحسن اختيار الشارع الفاضي ..ولم يصدّق نفسه بأنه لم يصطدم بأي أثر لبشر ..وهو الآن في طريق عودته من الشارع الفاضي ..!! من بعيد رأى خيال بني آدم ..ما هذا النكد ..؟؟ معقول نهاية الفرح تكون هكذا ..؟ توقف «ناقص هزيمات» ليتأكد بأن الخيال فعلًا لبني آدم من شحم و لحم ..صرخ في تأفف وهو يدعس على سيجارته الرديئة : والله هو ..عيني ما بتكذبني ..!! ما الحل الآن ..؟؟ ما بدّي يشوفني ..و الشارع الفاضي ليس به تفرّعات ..؟؟ آآه ..خلص خلص أرجع و أعطيه ظهري ..وهيك أصير مش مجبور أحط وجهي بوجهه ..!!
لفّ هزيمات كل جسمه و أعطى للخيال ظهره ..وكانت المفاجأة …لا لا لا لا ..شخص آخر قادم من الاتجاه الآخر ..!! ما هذه الورطة ..؟؟ ماذا أفعل الآن ..؟؟ يا رب ساعدني ..يا رب خلي الأرض تنشق و تبلعني ..يا رب عدّيها على خير ..يا رب استرها معي ..!! وظل يلهج بالدعاء حتى اقترب صوته من البكاء ..واقترب الشخصان منه ..ارتعد ..ارتجف ..تجمّد في مكانه ..!! تشجّع في لحظة ..لملم بقايا ( مروّة ) وأخرج موبايله و طلب رقمًا وقال بصوت متهدّج: ألو ؛ ألو ..وقع المحظور ؛ حاولت ما حدا يشوفني ؛ بس الأمور (شلّفت مني ) ..انصحني يا خوي ؛ أنا واقف بنص الشارع ؛ وفيه اثنين مقبلين عليّ من الاتجاهين ؛ سؤالي: إذا ردّوا السلام عليّ ؛ أرد وأحكي و عليكم السلام وإلا أطنّش..؟؟ وبالك إذا طنشت بمرقوها إلي وإلا يعملولي قصّة ويحكولي : ولك ليش ما رديت ..شو شايف حالك ..؟؟ وإلا شو رأيك أرتمي على الأرض و أعمل حالي ميّت أو مغمى عليّ ..لأنو يا خوي بعد القصص الأخيرة إللي سمعتها ؛ صار رد السلام ورطة لا تُحمد عقباها ..!!
ولا زال «ناقص هزيمات» لغاية هذه اللحظة يقف في منتصف الشارع و لم يقرّر بعد ..هل يرد السلام و ينجو أم لا يرد السلام وينجو ..أم على الحالتين ماكلها ماكلها ..؟؟!!