اخلاص القاضي
اما وقد سجل دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز سابقة في تاريخ الحكومات الاردنية عبر ‘ دجتلة التواصل مع الشعب , اي التواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعي ‘ فانه قد سعى بهذه الخطوة لالغاء اول الحواجز التي تقف عائقا دون قياس نبض الشارع ومطالب الناس , وهو بذلك يحاكي عصرنة لغة الحوار الالكتروني العالمي الذي يتبعه رؤساء دول وحكومات وشخصيات اعتبارية ونافذة .
وفي هذا تطور لافت ‘ سيبنىي على الشيء متقتضاه ‘ لاحقا اذا اعتمد كنهج مستمر , واذا لم ‘ يزهق ‘ دولته من ‘ السوشيال ميديا ‘ في سياق انشغالات لن تنتهي حكما – اقلها اثناء عمر الوزارة – التي نتمنى ان تكون – عملا لا قولا – , وان تشكل انجازا مشفوعاببرامج اصلاح بسقوف زمنية , ومساءلة ومتابعة وتقييم و’ عقاب لمن يخطىء ‘ اذا لزم الامر .
نال هذا التواصل الحكومي المتطور اعجابا من الكثيرين , فقد شكل طريقة مثلى لتنفيس الناشطين عن مطالبهم , وربما عدم رضاهم عن التشكيلة الحكومية التي لم تأت – كما اعربوا – على مستوى الامل في التغيير , وقد وصل التفاعل على اول ‘ بوست ‘ ينشره الرئيس على صفحته الجديدة ‘ الفيسبوك ‘ حدا لافتا ومشاركة وتعليقات بعشرات الالاف ..
ما يعكس عطش الناس للتواصل الفعلي , حيث يتحدثون بكل عفوية وجرأة وطلاقة وبسقوف تعبير عالية جدا دون خوف او تردد , ما يعكس حقبة جديدة مختلفة من المفترض ان تتلقفها الحكومة كبوصلة في كل تحركاتها وقراراتها التي من المفترض ان تستهدف تحسين معيشة الناس وصون كراماتهم .
في هذا الزمن المتسارع , وفي ظل المطالب الشعبية بضرورة الاصلاح الحقيقي الجذري وليس ‘ اصلاح الفزعة ‘ , وفي ظل اعتماد غالبية الناس على وسائل التواصل الاجتماعي , وفي ظل تقاعس وزارات وهيئات ومؤسسات عن تلبية احتياجات المواطنين كما يجب , وفي ظل الفساد والواسطة والمحسوبية والشللية والترهل الاداري ..
اقول في ظل كل هذا واكثر , فان وسائل التواصل الاجتماعي ستكون الرابط الاقوى بيننا وبين دولته – وبقية اركان الحكومة اذا اقتدوا باسلوبه في التواصل – , لذا اقترح على دولة الرئيس استحداث وزارة للتواصل الاجتماعي التي ستحد بدورها من البيروقراطية وستسهم في ايصال الصوت والمطالب والتطلعات والمقترحات باسرع طريقة ممكنة , خدمة للمواطن في سياق خطة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المنشود , رغم رؤيتي الان في عيون من يقراون عبارة ‘ شو هالاقتراح هو ناقصنا وزارات ‘ , وارد عليكم بقولي ‘ نبض الناس هو من يصنع التغيير ‘ , كما ان آلية عمل تلك الوزارة لا تشكل ازدواجية لوزارة الاعلام , بل رديفا , يرصد قضايا مطلبية يومية , بل آنية , تصيب كل القطاعات دون استثناء , تتخصص في الرصد والتوثيق والمتابعة والمكاشفة والمصارحة بين المسؤول والمواطنين , وان تشكل منصة يطل بها المسؤول ‘ لايف ‘ عبر حلقات مستدامة تخصص لمناقشة شؤون القطاعات كافة في اطار منصة تفاعلية تشاركية .
لقد تحولت منصات ‘ التواصل الاجتماعي ‘ الى مضمار غاية في الاهمية يعكس دون رتوش او نفاق او مواربة هموم الناس ومشاكلهم واحتياجاتهم , بل اضحت وسيلة فعالة يشارك فيها المواطن بذاته في عملية الاصلاح عبر الاشارة الى مواطن الخلل والفساد والابلاغ عن بعض الظواهر ..
هذا وقد توازي التقارير التي تصل – مكتب الرئيس – كرصد من ‘ السوشيال ميديا ‘ في اهميتها ووقعها الزيارات الميدانية التي من المفترض ان يقوم بها الفريق الوزاري بشكل مستدام للمحافظات والقرى والمناطق النائية , اذا لم تتفوق عليها في بعض المفاصل .
اذ ان التقارير ‘ الديجتالية ‘ قد تشكل ضغطا يوميا باتجاه الحلول , وليس كسابقاتها من – التي كانت توضع بالادراج – , ‘ ولا من شاف ولا من دري ‘ , فاليوم , هنالك جيوش جرارة من متابعين راصدين ‘ وواقفين على الدقرة ‘ لكل القضايا ويشكلون ‘ لوبيات شعبية ضاغطة ومحقة ‘ وصولا لاحقاق الحق , والا – كما يهدد النشطاء – فان ‘ الدوار الرابع ‘ ينتظرنا , وهنالك العديد من ‘ الدواوير الاخرى ‘ !
علينا ان ننضم الى ‘ نادي الرشاقة ‘ , ولكن هذه المرة في سياق ‘ رشاقة التواصل ‘ ومحاورة الحكومة التي كان يتمناها البعض ‘ ارشق من هيك ‘ .., اتحدث هنا عن المضمون ‘ النهج ‘ وليس عن الشكل ‘ شكل وعمر وتاريخ وحسب ونسب التشكيلة الحكومية ‘ ..