
نيفين عبد الهادي
السياحة، عنوان عريض لحالة اقتصادية ثمينة، وليست مجرد قطاع نوليه اهتماما من عدمه، فالسياحة يجب الأخذ بكافة تفاصيلها من أصغرها لأكبرها بعين الاهتمام الكبير، ووضع التحديات والاضطرابات التي تمر في المنطقة والتي حتما انعكست على الأردن ببعض القطاعات، يحب الأخذ بها في كافة الخطط والدراسات السياحية، للوصول لإجراءات عملية تجعل القطاع يتجاوزها بما هو عملي وحقيقي بطبيعة الحال، وليس مجرد رؤى تزيد من ازدحام الأوراق في مكتبة السياحة الوطنية!!!
اليوم، لم تعد السياحة قطاعا عاديا، كما أنها ليست من القطاعات التي يمكن أن تتمكن من النهوض وحدها كغيرها من القطاعات إذا ما تعثرت، فالأمر بحاجة لخارطة طريق عملية، وفي جانب «عملية» يجب وضع عشرات الخطوط الحمراء، ليؤخذ بذلك عند التخطيط لهذا القطاع الذي بات يشهد إلى جانب مواجهة تحديات المرحلة من اضطرابات سياسية وأمنية تحيط بالمملكة، بات أيضا يواجه منافسة كبيرة من أسواق تقليدية وأخرى جديدة أصبحت تنمو سياحيا بشكل ضخم، وحقيقة تفرض حاجة تزويد القطاع محليا بما يمكنه من المنافسة القادرة على فرض الذات السياحية.
طالما كانت توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في الشأن السياحي، عبقرية في حال تم تنفيذها، فهذا القطاع يشكّل رافدا هاما للاقتصاد الوطني، وطالما كانت رؤى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد نموذجية في هذا القطاع، وفي تطبيقها تطوى كل أوراق سياسات سياحية وضعت على مدى أعوام، لكنها للأسف أبقت السياحة في ذات المكان الذي غادرته دول كثيرة، وربما غادره العالم لما هو أفضل وأكثر تطوّرا، ففي رؤية سمو ولي العهد السياحية خارطة طريق عملية لجعل هذا القطاع في مكان هام وعالمي على خارطة السياحة العربية والعالمية.
يوم الجمعة، وفي رسالة سياحية حقيقة ذكية وهادفة وثرية جدا، زار سمو الأمير الحسين ولي العهد، وسمو الأميرة رجوة الحسين منطقة أم القيس السياحية، بأجواء عائلية، تجوّل سموه في المنطقة، ومن ثم توجه لتناول وجبة الغداء في مطعم بين المواطنين، دون أي بروتوكولات أو إجراءات استثنائية، حضر سموه في الميدان وهذا هو السطر الأول والأخير من التحديث والتطوير، وتحقيق مكتسبات للوطن والمواطن، حضر سموه ترافقه سمو الأميرة رجوة بتواضع وبروح عائلية، مع تسليط الضوء على واحد من أهم المواقع السياحية في المملكة، والذي شكّل يوم أمس وأمس الأول «ترند» سياحيا على مستوى عربي وعالمي.
في زيارة سمو الأمير الحسين لمنطقة أم قيس، هذه المنطقة السياحية المميزة بكل تفاصيلها، وجّه سموه بوصلة الاهتمام السياحي لهذه المنطقة محليا وعربيا ودوليا، وبات كثيرون يسألون عن آلية الوصول لها، وزيارتها، وهذا هو جوهر ما يحتاجه التسويق السياحي، أن يتم تسليط الضوء عليه من الميدان، وفي الميدان، وليس من خلال كلام مهما كانت بلاغته، ولا حتى في صور توزّع هنا وهناك، على الرغم من أهمية مثل هذه الأدوات التسويقية، لكن إخراج قطاع السياحة من أزماته التي يتلمسها جيدا سمو ولي العهد يجب أن يكون من أرض الواقع بسياسات ميدانية، لتكون النتائج عملية حقيقية.
بكل طبيعية، وبروح أردنية رائعة، تجوّل صاحبا السمو الملكي الأمير الحسين ولي العهد والأميرة رجوة في منطقة سياحية هامة، وجميلة جدا، وبتعبير هام وعظيم كتب سموه على حسابه «الإنستجرام» (ربيع الشمال دائما غير) كلمات تحمل برامج سياحية كاملة، نقلها سموه وهو يقف في الشمال وبين جماليات الشمال، وروعة تفاصيل المنطقة، هذا ما تحتاجه السياحة، أن تنقل الواقع مُعاشا، وهذه هي السياسة السياحية التي ستجعل من القطاع يزداد ألقا، فكلماتك سيدي هي «دائما غير» ففي كل حرف رسالة، وفي كل كلمة خارطة طريق.