د. علي منعم القضاة
اختلط الحابل بالنابل
نشروا الرعب حول فيروس كورونا، ليستنفروا كل إمكانات العالم، ويعطلوا حياته لتحقيق غايات خططوا لها بعناية، ورسموها منذ حين. ولذلك اشتد وطيس معركة كورونا، والتحمت تصريحات جيوش من الأطباء، مع ما هولته أقلام التدخل السريع من الإعلاميين في وسائلهم ومنصاتهم المختلفة، حول خطورة الفيروس. تصاعد الغبار، ولم يَعُد الناظرُ يُعرف الحابل من النابل، فلا يُعرَفُ الصائد بالنبال من الصائد بالحبال، في جائحة كورونا، فقد اختلطت الآراء وتضاربت.
أدخلوا العالم عنوةً في نفق فيروس كورونا المظلم، وجعلونا نعيش أيام رعب وترقب منذ بداية الأزمة، ولتهويل الأمر أكثر، جُعِلَ رأس الهرم الطبي، يقرأ علينا ما يشبه نشرة الأخبار عن أعداد، المصابين، وصدق في حالنا القول الشائع”اختلط الحابل بالنابل”، وأصبحنا نعيش في حيرة مع فيروس كورونا، ونتساءل عن ذلك السر العجيب الذي يتمتع به فيروس كورونا، وما هو اللقاح البلسم لهذا الفيروس، ومن هي الجهة المستفيدة من هذا اللقاح، الذي سيكون مفروضاً على العالم أجمع، وهل سيكون العالم بحاجة إلى اللقاح، أم أن الفيروس سيخمل ويضمحل قبل اكتشاف اللقاح.
إعلام جوبلز، ومبادئ ميكافيللي
وسائل الإعلام هي النافذة الوحيدة التي تُطِلُ منها البشرية على العالم، وفي زمن كورونا، أصبحت نافذة يتدفق علينا من خلالها سيل إعلامي عَرم، مفعم بأخبار المصابين، وصورهم، وفيديوهات مروعة تقدمهم كضحايا للفيروس. كما شَكّلت شبكات التواصل الاجتماعي، والإعلام الرقمي، وتطبيقات الاتصال خطراً حقيقياً على العالم أجمع، التي لم يعد للناس مصدرا للمعرفة غيرها يتوجهون إليه.
وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي؛ هي أعظم منوم مغناطيسي للبشر؛ إضافة إلى فضائيات زاخرة بمبادئ ميكافيللي، تتحكم بها أنظمة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أنظمة شيطانية؛ همها الأول تطويع الناس وتدجينهم، وحشو أفكارهم بأوهامٍ، وأكاذيبٍ لإقناعهم بما يخدم أهداف الجهات الناظمة لأزمة كورونا في العالم، والمستفيدة منها.
يبدو لي أن إعلامنا المعاصر، قد تعامل مع أزمة كورونا بالمبادئ التي اشتهر بها”جوبلز” وزير الإعلام الألماني في عهد هتلر، وهي؛ أعطني إعلاماً بلا ضمير؛ أعطك شبعاً بلا وعي، وكذلك نظريته الشهيرة«اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس.. ثم اكذب واكذب حتى تصدق نفسك».
جوبلزية هي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، جوبلزيون هم إعلاميو التدخل السريع؛ في كل بلدان العالم، اعتمدوا أسلوب الكذب والخداع والتزييف، وقدموه من خلال إعلام بلا ضمير، يفيض على الناس دفاقاً، بشكل هائل وكأنه ترياق لتضميد الجراح، لكن الكذب الذي لن يعيش حتى يصبح عجوزاً كما قال الروائي اليوناني”سوفوكليس”.