د. علي منعم القضاة
ومضات كورونية (4)
هل كانت كورونا خدعة أم بدعة؟!
عاشت الحضارات في معزل عن التفاعل فيما بينها، بسبب ضعف وقلة وسائل المواصلات، ووسائل الاتصال، حتى الأمراض والأوبئة كانت تصيب كل قوم في معزل عن الآخرين. ولكنها بدأت تتفاعل أكثر، وتتقارب فيما بعد بفضل تطورات متعددة ساهمت في تحسين شبكات الطرق والنقل والمواصلات، وما تلاها من تطورات في وسائل الاتصال. مما أدى إلى سهولة في الحركة والتنقل، وزاد من فرص انتقال الناس والبضائع والأفكار، والأشخاص، والمعلومات، وكل أصناف العلوم، وفي ذات الوقت، زاد من فرص انتشار الأمراض والأوبئة إلى العالم، بانتقال البشر عبر مجال النقل والمواصلات.
يعدُ انتشار فيروس كورونا، (COVID 19) حلقة من مسلسل طويل لانتشار الأوبئة عبر التاريخ، كما يرى المتتبعون لانتشار الفيروسات والأوبئة عبر تاريخ البشرية من العلماء والخبراء والأطباء فقد ظهرت فيروسات ثم اختفت أو اضمحلت، ولم تعرف البشرية عنها كثيراً، لكن فيروس كورونا، وضِعَ في هالة كبيرة ومخيفة جداً، وأخذ حجماً كبيراً من الاهتمام العالمي، مع أنه ليس حدثاً عالمياً فريداً من نوعه، بل خدعة، كان المقصود من تضخيمها؛ إرهاب الناس ونشر الذعر بينهم، وإعدادهم لمرحلة أخرى أشد خطورة.
كورونا خدعة كبرى تقوم بها جهات معينة، لتحقيق مصالحها الخاصة، وليس مجرد انتشار فيروس بشكل طبيعي، يظهر ويختفي في دورته الطبيعية التي قد تمتد بين (3-6) أشهر، وأنه سيختفي، أو تنحسر سطوته وقوته، بل إنه يمكن التعايش معه، كغيره من الفيروسات التي تزخر بها بيئتنا المحيطة. وقد لاحظ المتتبعون لتاريخ الأوبئة من الخبراء إلى أنه حتى الإجراءات المعمول بها في عام (2020)، تكاد تكون مشابهة للإجراءات الاحترازية المتخذة وقت انتشار الأنفلونزا الإسبانية عام (1918)، من حيث الشعارات؛ وإجراءات التباعد، والكمامات، وكل إجراءات الوقاية رغم مرور (102) سنة!!.
ساهم الإعلام ” الجوبلزي” بكافة أنواعه ووسائله في تضخيم خدعة كورنا، – “جوبلز وزير الإعلام النازي”، وقدم حدث انتشار فيروس كورونا وكأنّ البشرية لم تعرف من قبل انتشار الأوبئة؛ كما عرفت وعايشت فيروس كورونا هذه الأيام. فجميعنا يعلم أن وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي قد أثرت على سلوكيات البشر وتصرفاتهم تجاه التفاعل مع الحدث، فقد أصبح أي شخص يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي لينقل خبراً سريعاً، أو يعلق على حادثة، أو كل من يمتلك مهارات التعامل مع التكنولوجيا يُعدُ نفسه إعلامياً.
تاريخ الأوبئة قبل كورونا
لطالما كانت الأوبئة والمجاعات، والكوارث الطبيعية هي أكبر مسببات الموت والقتل الجماعي في العالم، أكثر مما تفعله الحروب، حتى الحروب العالمية منها وبفترة أقصر، ولم يكن كورونا الفيروس الأول الذي يأتينا من الصين بل سبقته عدة أجيال من الفيروسات، . ومن الأوبئة على سبيل المثال التي كانت تصيب الناس فيما مضى، وباء الكوليرا حتى وصلت أعداد الإصابات إلى (4) ملايين شخص سنوياً، وقد وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “الوباء المنسي”.مما يعني أن فيروس كورونا كان خدعة، أكثر من كونه بدعة في عالم الفيروسات، وأنه لم يكن خطيراً كما قدمه لنا منظمو فعالية كورونا العالمية، وأن البشرية تعرضت وعايشت أكبر خدعة (جائحة) في تاريخها، تباً وسحقاً لمروّجي فيروس كورونا.
سنذكر فيما يلي لمحة موجزة عن تاريخ انتشار بعض هذه الأوبئة والفيروسات عبر الألفية الثانية:
الموت الأسود: (1346)- (1353): تشير التقديرات أنه قضى على أكثر من نصف سكان أوروبا، وقد دُفنت جثثهم في مقابر جماعية.
الطاعون الأمريكي في القرن السادس عشر: تشير التقديرات إلى أن (90%) من السكان الأصليين ماتوا بسببه في نصف الكرة الغربي. وهو مجموعة أمراض أوراسية ساهمت في انهيار حضارتي الإنكا والأزتيك،
وباء الحمى الصفراء (1793): الذي استولى على فيلادلفيا خلال طقس الصيف الحار، ومات بسببه أكثر من (500000) ألف شخص، قبل أن يختفي في الشتاء.
الأنفلونزا الإسبانية (1918 – 1919): أصابت ما تسُمي بالأنفلونزا الإسبانية (Dèja vu)، نحو 500 مليون شخص، وتسببت بوفاة أكثر من 50 مليوناً على مستوى العالم، وهو ثلاثة أضعاف قتلى الحرب العالمية الأولى في الفترة نفسها.
وباء الكوليرا (1817 – 1823): ظهر في “جيسور” بالهند، وانتشر في معظم المناطق المجاورة، وأودى بحياة الملايين قبل أن يجد له الطبيب البريطاني “جون سنو” طريقة للحد من انتشاره.
الأنفلونزا الآسيوية (1957) انتشر الفيروس وكان معدياً بشكل كبير، فقد أصيب بسببه 500 ألف شخص في غضون أسبوعين من تاريخ الإبلاغ عن أول حالة.
أنفلونزا هونع كونغ (1968 – 1970): بعد مرور ما يقرب من خمسين عاماً من تفشي الأنفلونزا الإسبانية، انتشر في جميع أنحاء العالم فيروس آخر للأنفلونزا، عُرِفَ باسم أنفلونزا هونع كونغ، بلغ عدد الوفيات التي تسبب بها هذا الفيروس نحو مليون شخص، (10%) منهم في أمريكا.
كورونا (2019 – 2020): انتشر فيروس كورونا (COVID 19) نهايات 2019 كما تنتشر فيروسات عدة في تاريخ البشرية، لكن كورونا وضِعَ في هالة كبيرة ومخيفة جداً، المقصود منها إرهاب الناس، وإعدادهم لمرحلة أخرى أشد خطورة، لأن القصد من خدعة كورونا، هو حرب كونية تقوم بها جهات معينة، لتحقيق مصالحها الخاصة، وليس مجرد انتشار فيروس بشكل طبيعي.