عاهد الدحدل العظامات
ليس هناك مُدعاة للإستغراب أبداً إن كان الكيان الإسرائيلي متفوقاً علينا في ترتيب الجامعات بالشرق الأوسط فهم يفكرون جيداً بمستقبلهم ويبحثون عن شتى السبل التي تساعدهم في الهيمنه والتوسع والتقدم, ولأن التعليم هو خير سلاح تملكه الدول التي تريد الإزدهار وتسعى لأن تكون متينة القوة, عصيّه على كل الطامعين, تستطيع أن تبني بتعليمها وبناء العقل المُفكر جداراً يصعب على القوى العظمى إختراقه. نرى أن الدولة المُحتلة تهتم في هذا المجال وتُسخر له كل الإمكانيات وتُذلل الإحتياجات من خلال توفير كل ما يتطلب. وهنا بالتأكيد أن الهدف من ذلك هو بناء أجيال قادمة مُسلحة بالعلم والمعرفة والإستيعاب الذي من شأنه أن يؤهل تلك الأجيال لمجابهتنا والإنتصار علينا بكل سهولةِ ويُسر على الرغم من أنهم الآن هم في أفضل حالتهم الإستقوائية والتفوقية علينا ” لا أدري إن كان الإحتلال بعد سنواتٍ من اليوم سيرمي السلاح الذي بيده ليحاربنا بما يحمله في عقليته المُستنيره”.
أما نحن العرب فحالنا بات يُبكي الحجر ولا اُبالغ فالحجر الذي كان من السهل علينا إغراقه بالدماء ليس من الصعب عليه أن يبكي على ما وصلنا إليه من حالة مُتردية, إبتعدنا عن كل ما من شأنه أن يقوي موقفنا ويوحد كلمتنا ويُساوي صفوفنا ويُبدد ضعفنا ويهدم حاجز خوفنا حتى أننا صرنا نُعامل قضايانا العربية المصيرية بكل سُخرية وهنا لا أدري وصولنا إلى هنا السبب فيه جلهنا وغباءُنا أم أنه ذكاء وغنيمة لتسجيل المواقف على ظهر قضيةٍ ما.
المُبكي في الأمر حقاً أنهم كانوا شتات مشردين في أصقاع العالم إلى أن وجدوا بيئة خصبة وبحثوا عن من يُعينهم في إحتلالها فلم يصعبُ عليهم إيجاده. وعندما ثبتوا قواعدهم وبنوا مستوطناتهم تناسوا كل الخطر الذي يُهدد وجودهم وسارعوا للإجتهاد في شتى المجالات ليتميزوا فيها ويتقدموا من خلالها علينا, ونحن ما زلنا نتباهى بعنتريات الشجب والإدانة والإستنكار والتظاهر لهم بأننا قادرون على مباطحتهم وكأننا تناسينا أن منهم من بطحنا وسيّل دمنا على تراب أرضنا وما كنا له بفاعلي شئ
الدولة الإسرائيلية الصغيرة والصغيرة جداً والتي لا يتجاوز عدد سكانها عدد سكان محافظتين في مصر لا تكترث أو تهتهم أو تخاف من أحد ليس لأنها قوية بل لأنها على يقين بأن لا أحد سيهدد ضعفها لذلك فهي اليوم تبحث عن ما يُفوقها ويُميزها لتبقى في المقدمة ونحن من خلفها.