معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي العامر ، كَغيرهِ من القلّة القلائل الذين إختارهمُ اللهُ ليكونوا مِنَ المُقرّبين لولاة الأمر ، فأكرمه بأن جعله من العاملين في معيّة صاحب الجلالة الملك المُفدى ؛ الذي وجد عنده حُب العمل والإخلاص فيه والتفاني في خدمة المواطنين ، فجاء به رئيساً لديوانه العامر ، بعد أن أوكل إليه مهام مُتابعة تنفيذ المكرمات الملكيّة والمبادرات الصادرة عن الديوان الملكي ؛ فكان أهلاً لهذه المسؤولية وعلى قدر من الأمانة والنزاهة المقرونتين بالعمل الجاد ، فكان كالآلة لا يكلُّ ولا يَمّل ،؟وجاب أرجاء الوطن من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، مُتنّقلاً بين البوادي والمدن والأرياف والمخيّمات بحثاً عن المعوزين والفقراء والمساكين تارةً ، وبحثاً عن المُبدعين والمُتفوّقين تارة أخرى ، يشدُّ من أزر الضعيف ، ويدعم عزيمة المُبتكر ليكون في المقدمة ، ولم يترك شاردةً ولا واردةً فيهما خير للناس وصلاحٌ لأحوالهم المعيشيّة والحياتيّة ؛ إلاّ ووقف عندها ، يقيناً منهُ بأنَّ الطيبين لا يقدّمون للناس إلاّ أطيب ما تمتلك أيمانهم ، فما بالكم والرجل يُشرف على مكارم الهاشميين التي ينبغي لها أن تكون كاملة مكمّلة غير منقوصة أو مُجتزأة ؛ كي يليقُ العطاء بأهله ، وكم كان حريصاً على جمالية تلك المكارم ، ولعمري : هذا هو الوفاء ومعدنُ الشرفاء .
قابلتهُ عدة مرات فخرجتُ من مكتبه مسروراً هادىء النفس ، مطمئن البال ، لا لأُعطيّة وهبها لي ، أو وظيفة أسندها لشخصي ؛ إنما لكونه مهذّباً ، ولطيفاً ، ومستمعاً جيداً ، دافىء اللسان ، كريم الإحسان ، لم يَعِدْ بما لا يَمْلُك ، ولم يقولُ ما لا يَقْدِرُ على فِعْلِه ؛ إنما زرعَ في نفسي بارقةُ أمل ، تتوقُ لها كل شخصيّة تبحثُ عن العمل ؛ وهذه سمةُ الرجال الصادقين الذين يصدقون الناس القول والفعل ، ولا يبنونَ لهم بيوتاً من الأوهام التي تتبددُ بعدها الأحلام .
أكبرتُ في معاليه هذه الخِصال ، ووجدتُ بأنهُ لزوماً عليّ أنْ لا نُنكِرَ على أحدٍ عطاؤه ، ولا نجحدُ خيرَ الآخرين ، شاكرين لأنعم الله ، حامدين للناس جميل أفعالهم .
معالي يوسف العيسوي ( ابو الحسن ) : حَسنُ الصفات ، وطنٌ يسكنهُ وطن ، وقلبٌ تملأهُ الشفقة والرحمة ، وسِفرٌ يحفظ أسرار حقبة من الزمن اشكروا للمجتهدين صنيعَ جهدهم ، ولكنها منازل الرجال التي يجب أنْ نُنزلهم إيّاها ، إقتداءً بقول الحبيب نبينا صلى الله عليه وسلم ” أنزلوا الناس منازلهم ” .
فكم أبهج قلب أرملة ، وكم أدخل السرور إلى صاحب خاطر مكسور ، وكم قضى دَيْنَاً عن مديون ، وكم آوى يتيم ، وستر فقير ، وأطعم مسكين ، وأطعم الطعام على حُبّه عديدَ المحتاجين والمُستغيثين ؛ بفضلٍ مِنَ الله ، وبتوجيهات حكيمة من لَدُنِّ صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، وجلالة الملكة الأُم ، ووليُّ عهدهما المحبوب ، أطال الله في أعمارهم .
خلاصةُ القول ، ما قاله النبيُّ الأُمي : ” الخيرُ فيَّ وفي أُمتي إلى يوم الدين ” .