أبوغزاله يشدد على ضرورة تبني التكنولوجيا كأحد المصادر “الطبيعية” الجديدة
دعا سعادة الدكتور طلال أبوغزاله إلى احتضان جدّي للتطور التكنولوجي مؤكدا أن التكنولوجيا تشكل ثالث أكبر قطاع اقتصادي في العالم وهي الأداة التي تعتمد عليها القطاعات الاقتصادية عالميا.
وخلال مشاركته كمتحدث في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) الدورة الوزارية الثلاثين التي عقدت في دار الأمم المتحدة في بيروت، ركز الدكتور أبوغزاله على حقيقة أن التكنولوجيا أصبحت أساس تطور الاقتصاديات في العالم وأنها أساس وجود الكثير من الشركات العملاقة مثل آبل وغوغل وامازون.
وقال:” لم يعد الاقتصاد العالمي مقيدا بالحدود الجغرافية، وعصر الانترنت يعني أن أي شخص يستطيع أن يصبح عامل معرفة إذا كان لديه الشغف والحماس. وتتوفر الكثير من الفرص التكنولوجية الرقمية وعلينا في هذه المنطقة من العالم الاستفادة من هذا الواقع. يجب أن نكون قادرين على خلق “عمال معرفة” يتمتعون بمعرفة متقدمة في مجال التكنولوجيا من أجل تلبية متطلبات الاقتصاد العالمي الرقمي.”
ووفقا للدكتور أبوغزاله، فإن هذا التوجه سيعمل على تعزيز المنطقة العربية ويساعد في القضاء على الفقر ودعم المواطن ليصبح لاعبا مؤثرا على مستوى العالم.
وأكد على قوة العقل البشري في قيادة الإبداع، مجددا ثقته بقوة المرأة والعقول الذكية. وقال: “إنهن أمهات الأجيال القادمة ونحن ندين لهن بإعطائهن كل ما يحتجن إليه من أجل النجاح. إن العالم اليوم يقوم على الابتكارات التكنولوجية ويجب أن نلعب دورا مهما في هذا المجال كي يستطيع اقتصادنا البقاء ومن أجل أن نجد لنا مكانا بين اقتصادات العالم.”
ووفقا للدكتور أبوغزاله فإن التعليم الرقمي أصبح عاملا حيويا في تمكين المجتمعات وقال: “علينا الابتعاد عن الأساليب القديمة والتقليدية في التعليم ودفع الأنظمة التعليمية لتبني واعتماد التعليم الرقمي والاستفادة من الخبراء على مستوى العالم.”
وباعتبار أن الابتكار هو جوهر خلق وإيجاد مستقبل أفضل، أعلن الدكتور أبوغزاله عن ظهور قادم جديد الى قطاع التعليم.
وقال: “لتلبية هذه الحاجة، أنشأنا نوعا جديدا من الجامعات، التي تهدف إلى تخريج مبدعين وتسمى كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار حيث لن يتخرج طالب من هذه المؤسسة التعليمية الا إذا قام بابتكار منتج أو خدمة جديدة ذات صلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وأضاف “وخلال زياراتي لجامعتي هارفرد و MIT، أكدت على أهمية عدم تخريج طلاب تقليديين “ورقيين” حيث ذهلوا من هذا المفهوم الجديد في التعليم العالي. وستوفر كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار مختبرات متقدمة للابتكار، والقدرة على التواصل مع خبراء دوليين وتعليم تكنولوجي متقدم لأولئك الذين يتأهلون للانتساب لهذه الجامعة، أولئك الذين يمتلكون الرؤية لتطوير خدمات ومنتجات تعتمد على التكنولوجيا الجديدة.”
وأضاف: “هناك الكثير من العقول المبدعة في منطقتنا والكثير من المبتكرين الذين يحتاجون البيئة المناسبة ليبدعوا. كل ما نحتاج اليه هو تطوير تطبيق مثل فيسبوك أو واتس اب أو أي تكنولوجيا أخرى تضعنا على خارطة التكنولوجيا العالمية. ما هو غوغل؟ هو عبارة عن برمجية حاسوب فقط. وبالرغم من ذلك، فإن عائداته تفوق اقتصاديات الكثير من الدول في منطقتنا.”
وختم الدكتور أبوغزاله: “أنا شخصيا أضع جميع موارد مجموعة طلال أبوغزاله لمساعدة وخدمة الطلاب لتطوير مثل هذه الابداعات وعرضها في الأسواق سواء من خلال تطوير المنتج أو تصميمه أو حماية حقوق الملكية الفكرية بالإضافة الى التسويق. نحن لا نحتاج الى خريجين تقليديين، علينا زرع البذور اليوم من أجل جني الفوائد غدا. علينا اللحاق بركب الابتكار.”
ومع اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تم تحديد التكنولوجيا باعتبارها ضرورية للقضاء على الفقر وتنمية الاقتصاد وحماية البيئة، ولتحقيق ذلك تصر الإسكوا على تحقيق مكاسب في الإنتاجية من خلال التكنولوجيا تكون متوازنة مع التوزيع العادل للنمو والمشاركة الشاملة على جميع المستويات.
وتمثل الجلسة الوزارية منبرا لمناقشة الإجراءات المطلوبة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في الدول العربية استجابة لمتطلبات التطور التكنولوجي الذي يجتاح العالم، لتعظيم فوائد التنمية المستدامة وتقليل مخاطر إساءة الاستخدام والتأثير السلبي المحتمل والعمل مع الحكومات في المنطقة العربية.
وشارك في الجلسة كمتحدثين ممثلون عن الحكومة والمجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والأكاديميين والشباب.