الله يرحمك يا أمي ،كانت عندما تقوم بتحضير كعك العيد، في أواخر ايام رمضان الجميلة ، تفوح رائحته في كل مكان في أزقة حارتنا … تشتم رائحته الزكية من مسافة بعيدة، كانت النسوة في الحارة يجتمعن في مثل هذه الايام، أذكر مرة وانا في الصف الرابع الابتدائي ،وكنت أدرس في مدرسة الوليد بن عبدالملك في مدينة اربد،في تلك الفترة كان الدوام في مدرستي على فترتين، في ذلك اليوم كنت عائدا من الدوام في الفترة المسائية ،وكنت صائما ، على فكرة انا أصوم رمضان مذ كنت في الصف الثالث الابتدائي ، كانت الوالدة تخبز الكعك في الفرن المنزلي ، والكعك والمعمول يتوزع على الصواني بلونه الذهبي والمزين بحبات السكر ورائحته الزكية تطغى على المكان ، غافلتهم أثناء انشغالهم واختلست ما استطاعت يدي أن “تكمشه” لم استطع أن اقاوم هذه الاساور الشهية ، التهمتها بسرعة رغم أن موعد الافطار لم يتبق له سوى سويعات قليلة …ما أشهى وألذ طعمها ، فما زالت في فمي أتذوقها حتى الآن ،ما أكثر المعمول والكعك الذي اكلته في حياتي بعدها ، إلا أن كعكات امي لها مذاق خاص ،يجعلني أحن إلى كعك أمي .
حفظ الله امهاتكم وأباؤكم ورحم من توفى منهم … كل عام وانتم بالف خير.